وقد أخرج ابن عدي والدارقطني والبيهقي من طريق حماد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فلم يرفعوا أيديهم إلا عند استفتاح الصلاة قال الدارقطني تفرد به محمد بن جابر عن حماد وكان ضعيفا وغير حماد لا يذكر فيه علقمة ولا يرفعه وهو الصواب وأخرج البيهقي هذا عن حماد بن سلمة عن حماد وروى الدارقطني والطحاوي من طريق حصين قال دخلنا على إبراهيم فحدثه عمرو بن مرة قال حدثني علقمة بن وائل عن أبيه أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه حين يفتتح وإذا ركع وإذا سجد فقال إبراهيم ما أرى أباه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ذلك اليوم فحفظ عنه ذلك وعبد الله لم يحفظه إنما الرفع عند الإفتتاح وأخرجه أبو يعلي ولفظه فقال إبراهيم أحفظ وائل ونسي عبد الله وفي رواية الطحاوي إن كان رآه مرة يرفع فقد رآه عبد الله خمسين مرة لا يرفع وقال البخاري كلام إبراهيم ظن منه لا يدفع رواية وائل وقوله رآه مرة فيه نظر فقد ثبت أن وائلا رآهم يرفعون ثم عاد فرآهم يرفعون أيديهم تحت الثياب.
وقال الشافعي كيف يرد قول وائل وهو صحابي جليل بقول من هو دونه ولا سيما وقد وافقه عليه عدد كثير من الصحابة واحتجوا أيضا بما رواه أبو داود من طريق شريك عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن البراء قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريب من أذنيه ثم لا يعود قال أبو داود ورواه هشيم وابن إدريس وخالد عن يزيد لم يذكروا فيه ثم لا يعود وأخرج الدارقطني من طريق إسماعيل بن زكريا عن يزيد مثله ومن طريق علي بن عاصم عن محمد بن أبي ليلى عن يزيد فذكره قال علي بن عاصم قلت ليزيد إن محمد بن أبي ليلى أخبرني عنك أنك قلت ثم لم يعد قال لا أحفظ هذا ثم عاودته فقال لا أحفظه وقال أحمد هذا حديث واه كان يزيد يحدث به ليس فيه ثم لا يعود ثم لقن بآخره.
وروى الحاكم من طريق إبراهيم بن بشار عن سفيان عن يزيد عن عبد الرحمن عن البراء رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا افتتح الصلاة رفع يديه وإذا ركع وإذا رفع قال فلما قدمت الكوفة سمعته يزيد فيه ثم لا يعود فظننت أنهم لقنوه وأخرجه البخاري عن الحميدي عن سفيان مثله وقال رواه الحفاظ عن يزيد مثل ما قال سفيان منهم شعبة والثوري وزهير وليس فيه ثم لا يعود وقد جاء لحديث البراء طريق غير هذه أخرجها