تنازع وزيرين على السلطة، عما ضرغام وشاور. استنجد شاور بنور الدين. وأقبل الصليبيون لاحتلال مصر تحت غطاء نصرة ضرغام - وكان أن انهزم الصليبيون أمام جيش نور الدين بقيادة أسد الدين شيركوه. ولكن ذلك لم يمنعهم من ازدياد طمعهم في احتلال مصر.
وفي سنة 564 ه اشتدت وطأة الصليبيين على مصر فاستغاث العاضد بنور الدين. فبعث إليه أسد الدين بجيشه. هذا الذي استطاع أن يخلي الفرنجة عن مصر، ويقضي على رؤوس الفتنة فيها، فرغب العاضد في احتوائه فاستوزره، فلم يلبث أسد الدين في الوزارة إلا بضعة أشهر وتوفي.
فتسلم صلاح الدين مقاليد الوزارة بعد وفاة عمه أسد الدين شيركوه. وأخذ العهد على نفسه منذ بداية أمره أن يطرد الصليبيين من الشرق فجند لذلك كل قواته.
وما إن استتب الأمر له، حتى خطب باسم نور الدين (سنة 567 ه) وبذلك ألغيت الخلافة الفاطمية، وعرفت مصر عودتها إلى الخلافة العباسية.
اغتاظ نفر من أنصار الفاطميين فأرسلوا إلى الصليبيين بالشام وإلى صاحب صقلية طالبين منهم تجريد حملة على مصر لإرجاع الخلافة الفاطمية إليها وطرد صلاح الدين منها. وبناء على هذا الطلب قدم إلى ثغر الإسكندرية أسطول عظيم من جزيرة صقلية قوامة ثلاث مائة سفينة، ولكنه لم يقو على الاستيلاء عليها لاستماتة أهلها في الدفاع عنها، فعاد أدراجه يجر أذيال الخيبة (كان ذلك سنة 570 ه) وفي عام 583 ه سار السلطان صلاح الدين بجيشه إلى فلسطين لقتال الصليبيين، وتم له