شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٤
فذاك القذى وابن القذى وأخو القذى فإن له من زائر آخر الدهر ويكنون أيضا عنه بقدح اللبلاب، قال الشاعر:
يا ثقيلا زاد في * الثقل على كل ثقيل (1) أنت عندي قدح اللبلاب * في كف العليل ويكنون عنه أيضا بالقدح الأول لان القدح الأول، من الخمر تكرهه الطبيعة وما بعده فدونه لاعتياده، قال الشاعر:
وأثقل من حضين باديا * وأبغض من قدح أول.
ويكنون عنه بالكانون، قال الحطيئة يهجو أمه:
تنحى فاقعدي عنى بعيدا * أراح الله منك العالمينا (2) أغربالا إذا استودعت سرا * وكانونا على المتحدثينا!
قالوا: وأصله من كننت أي سترت، فكأنه إذا دخل على قوم وهم في حديث ستروه عنه، وقيل: بل المراد شدة برده..
ويكنون عن الثقيل أيضا برحا البزر، قال الشاعر:
وأثقل من رحا بزر علينا * كأنك من بقايا قوم عاد (3) ويقولون لمن يحمدون جواره: جاره جار أبى داود، وهو كعب بن مامة الأيادي، كان إذا جاوره رجل فمات وداه، وإن هلك عليه شاة أو بعير أخلف عليه، فجاوره أبو داود الأيادي، فأحسن إليه، فضرب به المثل.
ومثله قولهم: هو جليس قعقاع بن شور، وكان قد قدم إلى معاوية فدخل عليه، والمجلس غاص بأهله ليس فيه مقعد، فقام له رجل من القوم وأجلسه مكانه، فلم

(1) كنايات الجرجاني 111.
(2) ديوانه 61.
(3) كنايات الجرجاني 111.
(١٩٤)
مفاتيح البحث: الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست