شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٢١
وغضب عليهم، وسخط فعلهم، فضلا عن أن يشهر عليهم السيف، أو يدعو إلى نفسه، لقلنا: إنهم من الهالكين، كما لو غضب عليهم رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنه قد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال له: (حربك حربي، وسلمك سلمى،، وإنه قال: (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه)، وقال له: (لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك الا منافق)، ولكنا رأينا رضى إمامتهم وبايعهم وصلى خلفهم وأنكحهم وأكل من فيئهم، فلم يكن لنا أن نتعدى فعله، ولا نتجاوز ما اشتهر عنه، إلا ترى إنه لما برئ من معاوية برئنا منه، ولما لعنه لعناه، ولما حكم بضلال أهل الشام ومن كان فيهم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص وعبد الله ابنه وغيرهما حكمنا أيضا بضلالهم!
والحاصل إنا لم نجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وآله إلا رتبه النبوة، وأعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه وبينه (1)، ولم نطعن في أكابر الصحابة الذين لم يصح عندنا انه طعن فيهم، وعاملناهم بما عاملهم عليه السلام به.
[فصل فيما قيل في التفضيل بين الصحابة] والقول بالتفضيل قول قديم، قد قال به كثير من الصحابة والتابعين، فمن الصحابة عمار، والمقداد، وأبو ذر، وسلمان، وجابر بن عبد الله، وأبي بن كعب، وحذيفة، و بريدة، وأبو أيوب، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وأبو الهيثم بن التيهان، و خزيمة بن ثابت، وأبو الطفيل عامر بن واثلة، والعباس بن عبد المطلب وبنوه، وبنو هاشم كافة، وبنو المطلب كافة.
(٢٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 226 ... » »»
الفهرست