شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٦
ويقولون: هو فاختة البلد، من قول الشاعر:
أكذب من فاختة * تصيح فوق الكرب (1) والطلع لم يبد لها: * هذا أوان الرطب وقال آخر في المعنى:
حديث أبي حازم كله * كقول الفواخت: جاء الرطب (1) وهن وإن كن يشبهنه * فلسن يدانينه في الكذب ويكنون عن النمام بالزجاج، لأنه يشف على ما تحته، قال الشاعر:
أنم بما استودعته من زجاجة يرى الشئ فيها ظاهرا وهو باطن.
ويكنون عنه بالنسيم، من قول الاخر:
وإنك كلما استودعت سرا * أنم من النسيم على الرياض.
ويقولون: إنه لصبح، وإنه لطيب، كله في النمام. ويقولون: ما زال يفتل له في الذروة والغارب حتى أسمحت قرونته، وهي النفس، والذروة: أعلى السنام، والغارب: مقدمه.
ويقولون في الكناية عن الجاهل: ما يدرى أي طرفيه أطول، قالوا:
ذكره ولسانه.
وقالوا: هل نسب أبيه أفضل أم نسب أمه؟
ومثله: لا يعرف قطانه من لطانه، أي لا يعرف جبهته مما بين وركيه.
وقالوا: الحدة كنية الجهل، والاقتصاد كنية البخل، والاستقصاء كنيه الظلم.

(1) كنايات الجرجاني 112.
(١٩٦)
مفاتيح البحث: الظلم (1)، الجهل (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 ... » »»
الفهرست