شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٥
[اختلاف العلماء في تفضيل بعض الشعراء على بعض] وأنا أذكر في هذا الموضع ما اختلف فيه العلماء من تفضيل بعض الشعراء على بعض، وابتدئ في ذلك بما ذكره أبو الفرج علي بن الحسين الأصفهاني في كتاب الأغاني.
قال أبو الفرج: الثلاثة المقدمون على الشعراء: امرؤ القيس، وزهير، والنابغة، لا اختلاف في إنهم مقدمون على الشعراء كلهم، وإنما اختلف في تقديم بعض الثلاثة على بعض (1).
قال: فأخبرني أبو خليفة، عن محمد بن سلام، عن أبي قبيس، عن عكرمة بن جرير، عن أبيه، قال شاعر أهل الجاهلية زهير.
قال: وأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدثني عمر بن شبة، عن هارون بن عمر، عن أيوب بن سويد، عن يحيى بن زياد، عن عمر بن عبد الله الليثي، قال: قال عمر بن الخطاب ليلة في مسيره إلى الجابية: أين عبد الله بن عباس؟ فأتى به، فشكا إليه تخلف علي بن أبي طالب عليه السلام عنه. قال ابن عباس: فقلت له:
أو لم يعتذر إليك؟ قال: بلى، قلت: فهو ما اعتذر به. قال: ثم أنشأ يحدثني فقال:
إن أول من راثكم عن هذا الامر أبو بكر، إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة، قال أبو الفرج: ثم ذكر قصة طويلة ليست من هذا الباب (2)، فكرهت ذكرها ثم قال: يا بن عباس، هل تروى لشاعر الشعراء؟ قلت: ومن هو؟ قال: ويحك! شاعر الشعراء، الذي يقول فلو إن حمدا يخلد الناس خلدوا * ولكن حمد الناس ليس بمخلد

(١) الأغاني ١٠: ٢٨٨.
(٢) ذكرت هذه القصة مفصلة في الطبري ٤: ٢٢٢ - ٢٢٤ (طبعة المعارف).
(١٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 ... » »»
الفهرست