شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٢٥٥
الحكم المنسوبة إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب 1 - كان كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة الليل: أشهد أن السماوات والأرض وما بينهما آيات تدل عليك، وشواهد تشهد بما إليه دعوت. كل ما يؤدى عنك الحجة ويشهد لك بالربوبية، موسوم بآثار نعمتك ومعالم تدبيرك. علوت بها عن خلقك.
فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر، وكفاها رجم الاحتجاج، فهي مع معرفتها بك، وولهها إليك، شاهدة بإنك لا تأخذك الأوهام، ولا تدركك العقول ولا الابصار. أعوذ بك أن أشير بقلب أو لسان أو يد إلى غيرك، لا إله إلا أنت، واحدا أحدا، فردا صمدا، ونحن لك مسلمون.
2 - إلهي، كفاني فخرا أن تكون لي ربا، وكفاني عزا أن أكون لك عبدا، أنت كما أريد، فاجعلني كما تريد.
3 - ما خاف امرؤ عدل في حكمه، وأطعم من قوته، وذخر من دنياه لآخرته.
4 - أفضل على من شئت تكن أميره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، واحتج إلى من شئت تكن أسيره.
5 - لولا ضعف اليقين ما كان لنا أن نشكو محنة يسيرة نرجو في العاجل سرعة زوالها، وفي الاجل عظيم ثوابها، بين أضعاف نعم لو اجتمع أهل السماوات والأرض على إحصائها ما وفوا بها فضلا عن القيام بشكرها.
6 - من علامات المأمون على دين الله بعد الاقرار والعمل، الحزم في أمره، والصدق في قوله، والعدل في حكمه، والشفقة على رعيته، لا تخرجه القدرة إلى خرق (1)، ولا اللين إلى ضعف، ولا تمنعه العزة من كرم عفو، ولا يدعوه العفو إلى
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست