شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٠٣
وكان أسن ولده، وخبيب هو صاحب عمر بن عبد العزيز الذي مات من ضربة إذ كان واليا على المدينة للوليد، وكان الوليد أمره بضربه فمات من أذية ذلك فوداه عمر بعد.
قال أبو عمر: (1 وسماه رسول الله صلى الله عليه وآله باسم جده، وكناه بكنية جده عبد الله أبى بكر 1)، وهاجرت أمه أسماء من مكة إلى المدينة وهي حامل به، فولدته في سنه اثنتين من الهجرة لعشرين شهرا من التاريخ، وقيل: ولد في السنة الأولى، وهو أول مولود ولد في الاسلام من المهاجرين بعد الهجرة.
وروى هشام بن عروة عن أسماء قالت: حملت بعبد الله بمكة، فخرجت وأنا متم (2) فأتيت المدينة فنزلت بقباء، فولدته بقباء، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله فوضعته في حجره، فدعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه، فكان أول شئ دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم حنكه بالتمرة، ثم دعا له وبارك عليه، وهو أول مولود ولد في الاسلام للمهاجرين بالمدينة، قال: ففرحوا به فرحا شديدا، وذلك انهم قد كان قيل لهم، إن اليهود قد سحرتكم فلا يولد لكم.
قال أبو عمر: وشهد عبد الله الجمل مع أبيه وخالته، وكان شهما ذكرا ذا أنفه، وكان له لسن وفصاحة وكان اطلس لا لحية له ولا شعر في وجهه، وكان كثير الصلاة، كثير الصيام، شديد البأس، كريم الجدات والأمهات والخالات، إلا إنه كان فيه خلال لا يصلح معها للخلافة، فإنه كان بخيلا ضيق العطن سيئ الخلق حسودا، كثيرا الخلاف، أخرج محمد بن الحنفية من مكة والمدينة، ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف.

(1 - 1) عبارة الاستيعاب: (كناه رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم جده أبى أمه أبى بكر الصديق، وسماه باسمه).
(2) المتم: التي اكتملت مدة حملها.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست