شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٥٧
علما، فلم تدخله اللام. كما لا يقال: (الجهنم)، وكذلك أيضا لا يجوز تفسيره بما فسره الراوندي أيضا، قال: العليين، جمع على: الأمكنة في السماء، لأنه لو كان كذلك لم يجمع بالنون لأنها تختص بمن يعقل، وتصلح أن تكون الوجوه الأولى تفسيرا لقوله تعالى:
﴿كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين﴾ (1).
قوله: (نبت على السحت)، أي على الحرام، يقال: سحت، بالتسكين وسحت بالضم، وأسحت الرجل في تجارته، أي اكتسب السحت.
[فصل في الاستغفار والتوبة] وينبغي أن نذكر في هذا الموضوع كلاما مختصرا مما يقوله أصحابنا في التوبة، فإن كلام أمير المؤمنين هو الأصل الذي أخذ منه أصحابنا مقالتهم، والذي يقولونه في التوبة، فقد أتى على جوامعه عليه السلام في هذا الفصل على اختصاره.
قال أصحابنا: الكلام في التوبة يقع من وجوه: منها الكلام في ماهية التوبة والكلام في إسقاطها الذم والعقاب، والكلام في إنه يجب علينا فعلها، والكلام في شرطها.
أما ماهية التوبة فهي الندم والعزم، لان التوبة هي الإنابة والرجوع، وليس يمكن أن يرجع الانسان عما فعله إلا بالندم عليه، والعزم على ترك معاودته، وما يتوب الانسان منه، إما أن يكون فعلا قبيحا، وإما أن يكون إخلالا بواجب، فالتوبة من الفعل القبيح هي أن يندم عليه، ويعزم ألا يعود إلى مثله، وعزمه على ذلك هو كراهيته لفعله، والتوبة من الاخلال بالواجب هي ان يندم على إخلاله بالواجب

(٥٧)
مفاتيح البحث: الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 ... » »»
الفهرست