شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٨
والقيصوم، فإذا أدمت شمها عدمت تلك الرائحة، ونقط العروس إذا غسلتها ذهبت.
ويقولون أيضا للمختلفين: أخياف، والخيف: سواد إحدى العينين وزرق الأخرى ويقولون فيهم أيضا: أولاد علات كالإخوة لأمهات شتى، والعلة: الضرة.
ويقولون فيهم خبز كتاب، لأنه يكون مختلفا، قال شاعر يهجو الحجاج:
بن يوسف أينسى كليب زمان الهزال * وتعليمه سورة الكوثر (1) رغيف له فلكة ما ترى * وآخر كالقمر الأزهر ومثله:
أما رأيت بنى سلم وجوههم * كأنها خبز كتاب وبقال (2) ويقال للمتساوين في الرداءة: كأسنان الحمار، قال الشاعر:
سواء كأسنان الحمار فلا ترى * لذي شيبة منهم على ناشئ فضلا (2) وقال آخر:
شبابهم وشيبهم سواء * فهم في اللؤم أسنان الحمار (3) وأنشد المبرد في الكامل لأعرابي يصف قوما من طيئ بالتساوي في الرداءة:
ولما إن رأيت بنى جوين * جلوسا ليس بينهم جليس (3) يئست من الذي أقبلت أبغي * لديهم إنني رجل يئوس إذا ما قلت أيهم لأي * تشابهت المناكب والرؤوس.
قال: فقوله: (ليس بينهم جليس) هجاء قبيح، يقول: لا ينتجع الناس معروفهم،

(١) سرح العيون ١٧٠ وكنايات الجرجاني ١١٨.
(٢) كنايات الجرجاني ١٢١.
(٣) الكامل ١: ١٧٢، ونسبه إلى أعرابي من طئ.
(١٩٨)
مفاتيح البحث: سورة الكوثر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست