شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ٣٥
فأما علي عليه السلام فإنه عندنا بمنزلة الرسول صلى الله عليه وآله في تصويب قوله، والاحتجاج بفعله، ووجوب طاعته، ومتى صح عنه إنه قد برئ من أحد من الناس برئنا منه كائنا من كان، ولكن الشأن في تصحيح ما يروى عنه عليه السلام، فقد أكثر الكذب عليه، وولدت العصبية أحاديث لا أصل لها.
فأما براءته عليه السلام من المغيرة وعمرو بن العاص ومعاوية، فهو عندنا معلوم جار مجرى الأخبار المتواترة، فلذلك لا يتولاهم أصحابنا، ولا يثنون عليهم، وهم عند المعتزلة في مقام غير محمود، وحاش لله ان يكون عليه السلام ذكر من سلف من شيوخ المهاجرين الا بالجميل و الذكر الحسن بموجب ما تقتضيه رئاسته في الدين، وإخلاصه في طاعة رب العالمين، ومن أحب تتبع ما روى عنه مما يوهم في الظاهر خلاف ذلك فليراجع هذا الكتاب، أعني شرح نهج البلاغة، فإنا لم نترك موضعا يوهم خلاف مذهبنا إلا وأوضحناه و فسرناه على وجه يوافق الحق، وبالله التوفيق.
[عمار بن ياسر وطرف من اخباره] فأما عمار بن ياسر رحمه الله، فنحن نذكر نسبه وطرفا من حاله مما ذكره ابن عبد البر في كتاب الاستيعاب (1)، قال أبو عمر بن عبد البر رحمه الله.
هو عمار بن ياسر بن عامر بن مالك بن كنانه بن قيس بن حصين بن لوذ بن ثعلبة بن عوف بن حارثة بن عامر بن نام بن عنس - بالنون - بن مالك بن أدد العنسي المذحجي، يكنى أبا اليقظان، حليف لبني مخزوم، كذا قال ابن شهاب وغيره.

(1) الاستيعاب 434 وما بعدها (طبعة الهند).
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»
الفهرست