شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٩٧
وقالوا للجائع: عضه الصفر، وعضه شجاع البطن.
وقال الهذلي:
أرد شجاع البطن قد تعلمينه * وأوثر غرثى من عيالك بالطعم (1) مخافة أن أحيا برغم وذلة * وللموت خير من حياة على رغم ويقولون: زوده زاد الضب، أي لم يزوده شيئا، لان الضب لا يشرب الماء، وإنما يتغذى بالريح والنسيم، ويأكل القليل من عشب الأرض.
وقال ابن المعتز:
يقول أكلنا لحم جدي وبطة * وعشر دجاجات شواء بالبان (2) وقد كذب الملعون ما كان زاده * سوى زاد ضب يبلع الريح عطشان.
وقال أبو الطيب:
لقد لعب البين المشت بها وبي * وزودني في السير ما زود الضبا (3) ويقولون للمختلفين من الناس: هم كنعم الصدقة، وهم كبعر الكبش، قال عمرو بن لجأ:
وشعر كبعر الكبش ألف بينه * لسان دعى في القريض دخيل (4) وذلك لان بعر الكبش يقع متفرقا.
وقال بعض الشعراء لشاعر آخر: أنا أشعر منك لأني أقول البيت وأخاه، وتقول البيت وابن عمه، فأما قول جرير في ذي الرمة: إن شعره بعرظباء ونقط عروس، فقد فسره الأصمعي فقال: يريد إن شعره حلو أول ما تسمعه، فإذا كرر أنشاده ضعف، لان أبعار الظباء أول ما تشم توجد لها رائحة ما أكلت من الجثجاث والشيح

(1) لأبي خراش الهذلي، ديوان الهذليين 2: 128.
(2) كنايات الجرجاني 115.
(3) ديوانه ا: 60.
(4) كنايات الجرجاني 117.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»
الفهرست