شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٦٢
الزبيري (1)، قال: حدثني شيخ يكنى أبا داود، عن الشعبي، قال: دخلت على عبد الملك وعنده الأخطل وأنا لا أعرفه، وذلك أول يوم وفدت فيه من العراق على عبد الملك، فقلت حين دخلت: عامر بن شراحيل الشعبي يا أمير المؤمنين، فقال، على علم ما أذنا لك، فقلت: هذه واحدة على وافد أهل العراق - يعنى إنه أخطأ - قال: ثم إن عبد الملك سال الأخطل: من أشعر الناس؟ فقال: أنا، فعجلت وقلت لعبد الملك:
من هذا يا أمير المؤمنين؟ فتبسم، وقال: الأخطل، فقلت في نفسي اثنتان على وافد أهل العراق، فقلت له: أشعر منك الذي يقول:
هذا غلام حسن وجهه * مستقبل الخير سريع التمام للحارث الأكبر والحارث * الأصغر فالأعرج خير الأنام ثم لعمرو ولعمرو وقد * أسرع في الخيرات منه أمام قال: هي أمامة أم عمرو الأصغر بن المنذر بن امرئ القيس بن النعمان بن الشقيقة:
خمسه آباء هم ما هم * أفضل من يشرب صوب الغمام.
والشعر للنابغة، فالتفت إلى الأخطل فقال: إن أمير المؤمنين إنما سألني عن أشعر أهل زمانه، ولو سألني عن أشعر أهل الجاهلية كنت حريا أن أقول كما قلت أو شبيها به، فقلت في نفسي: ثلاث على وافد أهل العراق.
قال أبو الفرج: وقد وجدت هذا الخبر أتم من هذه الرواية، ذكره أحمد بن الحارث الخراز في كتابه، عن المدائني، عن عبد الملك بن مسلم، قال: كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج: إنه ليس شئ من لذة الدنيا إلا وقد أصبت منه، ولم يبق

(1) ب: (الزهري)، وصوابه في ا، د والأغاني.
(2) في الأغاني: (ثم لهند ولهند فقد).
(١٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 ... » »»
الفهرست