شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٦٠
قالوا النابغة، قال: فهو أشعر العرب (1).
قال: وأخبرني أحمد، قال: حدثنا عمر، قال: حدثني علي بن محمد المدائني قال:
قام رجل إلى ابن عباس، فقال له: أي الناس أشعر؟ قال: أخبره يا أبا الأسود، فقال أبو الأسود: الذي يقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي * وإن خلت ان المنتأى عنك واسع يعنى النابغة (2).
قال أبو الفرج: وأخبرني أحمد وحبيب، عن عمر عن أبي بكر العليمي، عن الأصمعي، قال: كان يضرب للنابغة قبة أدم بسوق عكاظ فتأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده مرة الأعشى، ثم حسان بن ثابت، ثم قوم من الشعراء، ثم جاءت الخنساء فأنشدته:
وإن صخرا لتأتم الهداة به * كأنه علم في رأسه نار فقال: لولا أن أبا بصير - يعنى الأعشى - أنشدني آنفا لقلت إنك أشعر الإنس والجن . فقام حسان بن ثابت فقال: أنا والله أشعر منها ومن أبيك، فقال له النابغة: يا بن أخي، أنت لا تحسن ان تقول:
فإنك كالليل الذي هو مدركي * وإن خلت إن المنتأى عنك واسع خطاطيف حجن في حبال * متينة تمد بها أيد إليك نوازع (3) قال: فخنس حسان لقوله (4).
قال: وأخبرني أحمد وحبيب، عن عمر، عن الأصمعي، عن أبي عمرو بن العلاء

(1) الأغاني 11: 4، 5.
(2) الأغاني 11: 5.
(3) الخطاطيف: جمع خطاف، وخطاف البئر حديدة حجناء تستخرج بها الدلاء وغيرها. وحجن:
معوجة، واحدها أحجن، والأنثى حجناء. ونوازع: جواذب.
(4) خنس: انقبض: والخبر في الأغاني 11: 6.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»
الفهرست