شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٢٠ - الصفحة ١٥٨
فإنك شمس والملوك كواكب * إذا طلعت لم يبد منهن كوكب يعنى زهيرا، ثم النابغة، ثم قال: وحسبك بي إذا وضعت إحدى رجلي على الأخرى، ثم عويت في أثر القوافي كما يعوي الفصيل في أثر أمه، قال: فمن أنت؟ قال:
أنا الحطيئة، فرحب به سعيد، وأمر له بألف دينار.
قال: وقال: من احتج لزهير كان أحسنهم شعرا، وأبعدهم من سخف، وأجمعهم لكثير من المعنى في قليل من المنطق، وأشدهم مبالغة في المدح، وأبعدهم تكلفا وعجرفية وأكثرهم حكمة ومثلا سائرا في شعره.
وقد روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه قال: (أفضل شعرائكم القائل ومن من)، يعنى زهيرا، وذلك في قصيدته التي أولها: (أمن أم أوفى) يقول فيها:
ومن يك ذا فضل فيبخل بفضله * على قومه يستغن عنه ويذمم ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه * يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم ومن هاب أسباب المنايا ينلنه * ولو نال أسباب السماء بسلم ومن يجعل المعروف من دون عرضه * يفره ومن لا يتق الشتم يشتم فأما القول في النابغة الذبياني فإن أبا الفرج الأصفهاني قال في كتاب الأغاني:
كنية النابغة أبو أمامة، واسمه زياد بن معاوية، ولقب بالنابغة لقوله:
* فقد نبغت لهم منا شؤون * وهو أحد الاشراف الذين غض الشعر منهم، وهو من الطبقة الأولى المقدمين على سائر الشعراء.

(1) الأغاني 11: 3.
(١٥٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 ... » »»
الفهرست