وقد رووا في فضله حديثا كثيرا غير هذا ولكنا ذكرنا الأشهر وقد طعن أعداؤه ومبغضوه في هذه الأحاديث فقالوا: لو كان محدثا وملهما لما اختار معاوية الفاسق لولاية الشام ولكن الله تعالى قد ألهمه وحدثه بما يواقع من القبائح والمنكرات والبغي والتغلب على الخلافة والاستئثار بمال الفئ وغير ذلك من المعاصي الظاهرة قالوا: وكيف لا يزال الشيطان يسلك فجا غير فجه وقد فر مرارا من الزحف في أحد وحنين وخيبر والفرار من الزحف من عمل الشيطان وإحدى الكبائر الموبقة.
قالوا: وكيف يدعى له أن السكينة تنطق على لسانه: أترى كانت السكينة تلاحي رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الحديبية حتى أغضبه!.
قالوا: ولو كان ينطق على لسانه ملك أو بين عينيه ملك يسدده ويوفقه أو ضرب الله بالحق على لسانه وقلبه لكان نظيرا لرسول الله صلى الله عليه وآله بل كان أفضل منه لأنه صلى الله عليه وآله كان يؤدى الرسالة إلى الأمة عن ملك من الملائكة وعمر قد كان ينطق على لسانه ملك وزيد ملكا آخر بين عينيه يسدده ويوفقه فهذا الملك الثاني مما قد فضل به على رسول الله صلى الله عليه وآله وقد كان حكم في أشياء فيخطئ فيها حتى يفهمه إياها علي بن أبي طالب ومعاذ بن جبل وغيرهما حتى قال لولا على لهلك عمر ولولا معاذ لهلك عمر وكان يشكل عليه الحكم فيقول لابن عباس غص يا غواص فيفرج عنه فأين كان الملك الثاني المسدد له! وأين الحق الذي ضرب به على لسان عمر؟ ومعلوم أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان ينتظر في الوقائع نزول الوحي وعمر على مقتضى هذه الأخبار لا حاجة به إلى نزول ملك عليه لان الملكين معه في كل وقت وكل حال ملك ينطق على لسانه وملك آخر بين عينيه يسدده ويوفقه وقد عززا بثالث وهي السكينة فهو إذا أفضل من رسول الله صلى الله عليه وآله!.