الشرح:
أراد أن يقول (وكان من اقتداره) فقال (وكان من اقتدار جبروته) تعظيما وتفخيما كما يقال للملك أمرت الحضرة الشريفة بكذا والبحر الزاخر الذي قد امتد جدا وارتفع والمتراكم المجتمع بعضه على بعض والمتقاصف الشديد الصوت قصف الرعد وغيره قصيفا.
واليبس بالتحريك المكان يكون رطبا ثم ييبس ومنه قوله تعالى ﴿فاضرب لهم طريقا في البحر يبسا﴾ (1) واليبس بالسكون اليابس خلقه حطب يبس هكذا يقوله أهل اللغة وفيه كلام لان الحطب ليس يابسا خلقه بل كان رطبا من قبل فالأصوب أن يقال لا تكون هذه اللفظة محركة الا في المكان خاصة وفطر خلق والمضارع يفطر بالضم فطرا.
والاطباق جمع طبق وهو اجزاء مجتمعة من جراد أو غيم أو ناس أو غير ذلك من حيوان أو جماد يقول خلق منه أجساما مجتمعة مرتتقة ثم فتقها سبع سماوات وروى (ثم فطر منه طباقا) أي أجساما منفصلة في الحقيقة متصلة في الصورة بعضها فوق بعض وهي من ألفاظ القرآن (2) المجيد والضمير في (منه) يرجع إلى ماء البحر في أظهر النظر وقد يمكن أن يرجع إلى اليبس.
واعلم أنه قد تكرر في كلام أمير المؤمنين ما يماثل هذا القول ويناسبه وهو مذهب: