يا أمير المؤمنين الا أشكوا إليك عاصم بن زياد أخي قال ما له قال لبس العباء وترك الملاء وغم أهله وحزن ولده فقال على ادعوا لي عاصما فلما اتاه عبس في وجهه وقال ويحك يا عاصم ا ترى الله أباح لك اللذات وهو يكره ما اخذت منها لانت أهون على الله من ذلك أو ما سمعته يقول ﴿مرج البحرين يلتقيان﴾ (١) ثم يقول ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾ (٢) وقال ﴿ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية تلبسونها﴾ (٣) اما والله إن ابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال وقد سمعتم الله يقول ﴿واما بنعمة ربك فحدث﴾ (٤) وقوله (من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق) إن الله خاطب المؤمنين بما خاطب به المرسلين فقال ﴿يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم﴾ (٥) وقال ﴿يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا﴾ (6) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لبعض نسائه (ما لي أراك شعثاء مرهاء سلتاء) (7).
قال عاصم فلم اقتصرت يا أمير المؤمنين على لبس الخشن واكل الجشب قال إن الله تعالى افترض على أئمة العدل أن يقدروا لأنفسهم بالقوام كيلا يتبيغ بالفقير فقره فما قام علي عليه السلام حتى نزع عاصم العباء ولبس ملاءة.
والربيع بن زياد هو الذي افتتح بعض خراسان وفيه قال عمر دلوني على رجل إذا كان