وفى الخبر النبوي انه عليه السلام قال للأعرابي الذي ترك ناقته مهملة فندت فلما قيل له قال توكلت فتركتها فقال عليه السلام (أعقل وتوكل).
وقال ذو النون التوكل الانخلاع من الحول والقوة وترك تدبير الأسباب وقال بعضهم التوكل رد العيش إلى يوم واحد باسقاط هم غد.
وقال أبو علي الدقاق التوكل ثلاث درجات التوكل وهو أدناها ثم التسليم ثم التفويض فالأولى للعوام والثانية للخواص والثالثة لخواص الخواص.
جاء رجل إلى الشبلي يشكو إليه كثرة العيال فقال ارجع إلى بيتك فمن وجدت منهم ليس رزقه على الله فأخرجه من البيت.
وقال سهل بن عبد الله من طعن في التوكل فقط طعن في الايمان ومن طعن في الحركة فقد طعن في السنة.
وكان يقال المتوكل كالطفل لا يعرف شيئا يأوي إليه الا ثدي أمة كذلك المتوكل لا يهتدى الا إلى ربه.
ورأي أبو سليمان الداراني رجلا بمكة لا يتناول شيئا الا شربة من ماء زمزم فمضت عليه أيام فقال له يوما أرأيت لو غارت - أي زمزم - أي شئ كنت تشرب فقام وقبل رأسه وقال جزاك الله خيرا حيث أرشدتني فإني كنت أعبد زمزم منذ أيام ثم تركه ومضى.
وقيل التوكل نفى الشكوك والتفويض إلى مالك الملوك.
ودخل جماعة على الجنيد فقالوا نطلب الرزق قال إن علمتم في أي موضع هو فاطلبوه قالوا فنسأل الله ذلك قال إن علمتم انه ينساكم فذكروه قالوا لندخل البيت فنتوكل قال التجربة شك قالوا فما الحيلة قال ترك الحيلة.