وقال أصحاب هذا العلم الصمت من آداب الحضرة قال الله تعالى ﴿وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا﴾ (١).
وقال مخبرا عن الجن ﴿فلما حضروه قالوا انصتوا﴾ (٢).
وقال الله تعالى مخبرا عن يوم القيامة ﴿وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع الا همسا﴾ (3).
وقالوا كم بين عبد سكت تصونا عن الكذب والغيبة وعبد سكت لاستيلاء سلطان الهيبة.
وأنشدوا:
أرتب ما أقول إذا افترقنا * واحكم دائما حجج المقال فأنساها إذا نحن التقينا * وأنطق حين أنطق بالمحال.
وأنشدوا:
فيا ليل كمن حاجة لي مهمة * إذا جئتكم لم أدر بالليل ماهيا.
قالوا وربما كان سبب الصمت والسكوت حيرة البديهة فإنه إذا ورد كشف بغتة خرست العبارات عند ذلك فلا بيان ولا نطق وطمست الشواهد فلا علم ولا حس قال الله تعالى (يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا انك أنت علام الغيوب) (4) فاما إيثار أرباب المجاهدة الصمت فلما علموا في الكلام من الآفات ثم ما فيه من حط النفس واظهار صفات المدح والميل إلى أن يتميز من بين اشكاله بحسن النطق وغير ذلك من ضروب آفات الكلام وهذا نعت أرباب