أنبه (1) الغلام قال إنها أول نومة نامها ثم قام بنفسه فأصلح السراج فقال رجاء ا تقوم إلى السراج وأنت أمير المؤمنين قال قمت وانا عمر ابن عبد العزيز ورجعت وانا عمر ابن عبد العزيز.
وفي حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يعلف البعير ويقم البيت ويخصف النعل ويرقع الثوب ويحلب الشاة ويأكل مع الخادم ويطحن معها إذا أعيت وكان لا يمنعه الحياء أن يحمل بضاعته من السوق إلى منزل أهله وكان يصافح الغنى والفقير ويسلم مبتدئا ولا يحقر ما دعى إليه ولو إلى حشف التمر وكان هين المؤنة لين الخلق كريم السجية جميل المعاشرة طلق الوجه بساما من غير ضحك محزونا من غير عبوس متواضعا من غير ذلة جوادا من غير سرف رقيق القلب رحيما لكل مسلم ما تجشأ قط من شبع ولا مد يده إلى طبع.
وقال الفضيل أوحى الله إلى الجبال فقال إني مكلم على واحد منكم نبيا فتطاولت الجبال وتواضع طور سيناء فكلم الله عليه موسى لتواضعه.
سئل الجنيد عن التواضع فقال خفض الجناح ولين الجانب.
ابن المبارك التكبر على الأغنياء والتواضع للفقراء من التواضع.
وقيل لأبي يزيد متى يكون الرجل متواضعا قال إذا لم ير لنفسه مقاما ولا حالا ولا يرى أن في الخلق من هو شر منه.
وكان يقال التواضع نعمة لا يحسد عليها والتكبر محنة لا يرحم منها والعز في التواضع فمن طلبه في الكبر لم يجده.
وكان يقال الشرف في التواضع والعز في التقوى والحرية في القناعة.
يحيى بن معاذ التواضع حسن في كل أحد لكنه في الأغنياء أحسن والتكبر سمج في كل أحد ولكنه في الفقراء أسمج.