وقال علي عليه السلام الصبر مطية لا تكبو.
وقف رجل على الشبلي فقال أي صبر أشد على الصابرين قال الشبلي الصبر في الله تعالى فقال لا قال فالصبر لله فقال لا قال فالصبر مع الله تعالى فقال لا قال فأي شئ قال الصبر عن الله فصرخ الشبلي صرخة عظيمة ووقع.
ويقال إن الشبلي حبس في المارستان فدخل عليه قوم فقال من أنتم قالوا محبوك جئناك زائرين فرماهم بالحجارة فهربوا فقال لو كنتم أحبائي لصبرتم على بلائي وجاء في بعض الأخبار عن الله تعالى بعيني ما يتحمل المتحملون من أجلي وقال عمر بن الخطاب لو كان الصبر والشكر بعيرين لم أبال أيهما ركبت وفي الحديث المرفوع (الايمان الصبر والسخاء) وفي الخبر العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والعقل دليله العمل قائده والرفق والده والبر أخوه والصبر أمير جنوده قالوا فناهيك بشرف خصلة تتأمر على هذه الخصال والمعنى أن الثبات على هذه الخصال واستدامة التخلق بها إنما يكون بالصبر فلذلك كان أمير الجنود.
* * * ومنها المراقبة جاء في الخبر عن النبي صلى الله عليه وآله أن سائلا سأله عن الاحسان فقال (أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهذه إشارة إلى حال المراقبة لان المراقبة علم العبد باطلاع الرب عليه فاستدامة العبد لهذا العلم مراقبة للحق وهو أصل كل خير ولا يكاد يصل (1) إلى هذه الرتبة الأبعد فراغه عن المحاسبة فإذا حاسب نفسه على ما سلف وأصلح حاله في الوقت