وكان يقال الورع في المنطق أشد منه في الذهب والفضة والزهد في الرياسة أشد منه في الذهب والفضة لأنك تبذلهما في طلب الرياسة.
وقال أبو عبد الله الجلاء أعرف من أقام بمكة ثلاثين سنة لم يشرب من ماء زمزم الا ما استقاه بركوته ورشائه.
وقال بشر بن الحارث أشد الأعمال ثلاثة الجود في القلة والورع في الخلوة وكلمة الحق عند من يخاف ويرجى.
ويقال إن أخت بشر بن الحارث (1) جاءت إلى أحمد بن حنبل فقالت انا نعزل على سطوحنا فتمر بنا مشاعل الطاهرية فيقع شعاعها علينا ا فيجوز لنا الغزل في ضوئها فقال احمد من أنت يا أمة الله قالت أخت بشر الحافي فبكى احمد وقال من بيتكم خرج الورع لا تغزلي في ضوء مشاعلهم.
وحكى بعضهم قال مررت بالبصرة في بعض الشوارع فإذا بمشايخ قعود وصبيان يلعبون فقلت اما تستحيون من هؤلاء المشايخ فقال غلام من بينهم هؤلاء المشايخ قل ورعهم فقلت هيبتهم.
ويقال إن مالك بن دينار مكث بالبصرة أربعين سنة ما صح له أن يأكل من تمر البصرة ولا من رطبها حتى مات ولم يذقه وكان إذا انقضى أوان الرطب يقول يا أهل البصرة هذا بطني ما نقص منه شئ سواء على اكلت من رطبكم أو لم آكل.
وقال الحسن مثقال ذرة من الورع خير من ألف مثقال من الصوم والصلاة.
ودخل الحسن مكة فرأى غلاما من ولد علي بن أبي طالب قد أسند ظهره إلى