وقال النصر آباذي من لزم التقوى بادر إلى مفارقة الدنيا لان الله تعالى يقول ﴿وللدار الآخرة خير للذين يتقون﴾ (1).
وقيل يستدل على تقوى الرجل بثلاث التوكل فيما لم ينل والرضا (2) بما قد نال وحسن الصبر على ما فات.
وكان يقال من كان رأس ماله التقوى كلت الألسن عن وصف ربحه.
وقد حكوا من حكايات المتقين شيئا كثيرا مثل ما يحكى عن ابن سيرين انه اشترى أربعين حبا (3) سمنا فأخرج غلامه فارة من حب فسأله من أي حب أخرجها قال لا أدري فصبها كلها.
وحكى أن أبا يزيد البسطامي غسل ثوبه في الصحراء ومعه مصاحب له فقال صاحبه نضرب هذا الوتد في جدار هذا البستان ونبسط الثوب عليه فقال لا يجوز ضرب الوتد في جدار الناس قال فنعلقه على شجرة حتى يجف قال يكسر الأغصان فقال نبسطه على الإذخر (4) قال إنه علف الدواب لا يجوز أن نستره منها فولى ظهره قبل الشمس وجعل القميص على ظهره حتى جف أحد جانبيه ثم قلبه حتى جف الجانب الآخر.
* * * ومنها الورع وهو اجتناب الشبهات وقال صلى الله عليه وآله لأبي هريرة (كن ورعا تكن أعبد الناس) وقال بو بكر كنا ندع سبعين بابا من الحلال مخافة أن نقع في باب واحد من الحرام.