الرياضة وهو أحد أركانهم في حكم مجاهدة النفس ومنازلتها وتهذيب الأخلاق.
ويقال إن داود الطائي لما أراد أن يقعد في بيته اعتقد ان يحضر مجلس أبي حنيفة لأنه كان تلميذا له ويقعد بين أضرابه من العلماء ولا يتكلم في مسالة على سبيل رياضته نفسه فلما قويت نفسه على ممارسة هذه الخصلة سنة كاملة قعد في بيته عند ذلك وآثر العزلة.
ويقال إن عمر بن عبد العزيز كان إذا كتب كتابا فاستحسن لفظه مزق الكتاب وغيره.
وقال بشر بن الحارث إذا أعجبك الكلام فاصمت فإذا أعجبك الصمت فتكلم وقال سهل بن عبد الله لا يصح لأحد الصمت حتى يلزم نفسه الخلوة ولا يصح لأحد التوبة حتى يلزم نفسه الصمت.
* * * ومنها الخوف قال الله تعالى ﴿يدعون ربهم خوفا وطمعا﴾ (١).
وقال تعالى ﴿وإياي فارهبون﴾ (٢).
وقال ﴿يخافون ربهم من فوقهم﴾ (٣).
وقال أبو علي الدقاق الخوف على مراتب خوف وخشية وهيبة.
فالخوف من شروط الايمان وقضاياه قال الله تعالى ﴿فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين﴾ (٤).
والخشية من شروط العلم قال الله تعالى ﴿إنما يخشى الله من عباده العلماء﴾ (5).