وروى أبو جعفر الطبري في تاريخه قال كان عمر قد حجر على اعلام قريش من المهاجرين الخروج في البلدان الا باذن وأجل فشكوه فبلغه فقام فخطب فقال الا فقال إني قد سننت الاسلام سن البعير يبدأ فيكون جذعا ثم ثنيا (1) ثم يكون رباعيا (2) ثم سديسا ثم بازلا (3) الا فهل ينتظر بالبازل الا النقصان الا وإن الاسلام قد صار بازلا وأن قريشا يريدون أن يتخذوا مال الله معونات على ما في أنفسهم الا إن في قريش من يضمر الفرقة ويروم خلع الربقة اما وابن الخطاب حي فلا انى قائمك دون شعب الحرة آخذ بحلاقيم قريش وحجزها أن يتهافتوا في النار.
وقال أبو جعفر الطبري في التاريخ أيضا فلما ولى عثمان لم يأخذهم بالذي كان عمر يأخذهم به فخرجوا إلى البلاد فلما نزلوها ورأوا الدنيا ورآهم الناس خمل من لم يكن له طول ولا قدم في الاسلام ونبه أصحاب السوابق والفضل فانقطع إليهم الناس وصاروا أوزاعا معهم وأملوهم وتقربوا إليهم وقالوا يملكون فيكون لنا في ملكهم حظوة فكان ذلك أول وهن على الاسلام وأول فتنة كانت في العامة.
وروى أبو جعفر الطبري عن الشعبي قال لم يمت عمر حتى ملته قريش وقد كان حصرهم بالمدينة وسألوه أن يأذن لهم في الخروج إلى البلاد فامتنع عليهم وقال إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة انتشاركم في البلاد حتى إن الرجل كان يستأذنه في غزو الروم أو الفرس وهو ممن حبسه بالمدينة من قريش ولا سيما من المهاجرين فيقول له إن لك في غزوك مع رسول الله صلى الله عليه وآله ما يكفيك ويبلغك ويحسبك (4) وهو خير لك من الغزو اليوم وإن خيرا لك الا ترى الدنيا ولا تراك.