الا ينقضا بيعته ولا يغدرا به ولا يشقا عصا المسلمين ولا يوقعا الفرقة بينهم وأن يعودا بعد العمرة إلى بيوتهما بالمدينة فحلفا على ذلك كله ثم خرجا ففعلا ما فعلا.
* * * وروى شيخنا أبو عثمان قال لما خرج طلحة والزبير إلى مكة وأوهما الناس انهما خرجا للعمرة قال علي عليه السلام لأصحابه والله ما يريدان العمرة وإنما يريدان الغدرة (فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما). (1) وروى الطبري في التاريخ قال لما بايع طلحة والزبير عليا عليه السلام سألاه أن يؤمرهما على الكوفة والبصرة فقال بل تكونان عندي أتجمل بكما فإنني استوحش لفراقكما.
قال الطبري وقد كان قال لهما قبل بيعتهما له إن أحببتما أن تبايعاني وإن أحببتما بايعتكما فقالا لا بل نبايعك ثم قالا بعد ذلك إنما بايعناه خشية على أنفسنا وقد عرفنا انه لم يكن ليبايعنا ثم ظهرا إلى مكة وذلك بعد قتل عثمان بأربعة أشهر.
وروى الطبري أيضا في التاريخ قال لما بايع الناس عليا وتم له الامر قال طلحة للزبير ما أرى أن لنا من هذا الامر الا كحسة (2) أنف الكلب.
وروى الطبري أيضا في التاريخ قال لما بايع الناس عليا عليه السلام بعد قتل عثمان جاء على إلى الزبير فاستأذن عليه قال أبو حبيبة مولى الزبير: فأعلمته به فسل السيف ووضعه تحت فراشه وقال ائذن له فأذنت له فدخل فسلم على الزبير وهو واقف ثم خرج فقال الزبير لقد دخل لأمر ما قضاه قم مقامه وانظر هل ترى من