(لا) أن تعمل في النكرة فقط، وحكم الألف أن تثبت مع الإضافة، والإضافة تعرف، فاجتمع فيها حكمان متنافيان، فصار من الشواذ كالملامح والمذاكير ولدن غدوة (1).
وقال الشيخ أبو البقاء رحمه الله: يجوز فيها وجهان آخران: أحدهما أنه أشبع فتحة الباء، فنشأت الألف والاسم باق على تنكيره، والثاني أن يكون استعمل (أبا) على لغة من قالها (أبا) في جميع أحوالها مثل (عصا)، ومنه:
إن أباها وأبا أباها (2).
قوله: (الموت أو الذل لكم)، دعاء عليهم بأن يصيبهم أحد الامرين، كأنه شرع داعيا عليهم بالفناء الكلى، وهو الموت، ثم استدرك فقال: (أو الذل)، لأنه نظير الموت في المعنى، ولكنه في الصورة دونه، ولقد أجيب دعاؤه عليه السلام بالدعوة الثانية، فإن شيعته ذلوا بعد في الأيام الأموية، حتى كانوا كفقع قرقر (3).
ثم أقسم أنه إذا جاء يومه لتكونن مفارقته لهم عن قلى، وهو البغض، وأدخل حشوة بين أثناء الكلام، وهي (ليأتيني) وهي حشوة لطيفة، لان لفظة (إن) أكثر ما تستعمل لما لا يعلم حصوله، ولفظة (إذا) لما يعلم أو يغلب على الظن حصوله، تقول: إذا طلعت الشمس جئت إليك، ولا تقول: إن طلعت الشمس جئت إليك، وتقول: إذا احمر البسر جئتك، ولا تقول: إن احمر البسر جئتك، فلما قال: (لئن جاء يومى)، أتى بلفظة دالة على إن الموضع موضع (إذا) لا موضع (إن)، فقال: (وليأتيني).