الواحد من العلماء، وإليه ذهب القاضي أبو يوسف رحمه الله، واحتج بقوله تعالى:
﴿لتحكم بين الناس بما أراك الله﴾ (١).
والسؤال أيضا ساقط على هذا المذهب، لان اجتهاد علي عليه السلام لا يساوى اجتهاد النبي صلى الله عليه وآله، وبين الاجتهادين كما بين المنزلتين.
وكان أبو جعفر بن أبي زيد الحسنى نقيب البصرة رحمه الله إذا حدثناه في هذا يقول: إنه لا فرق عند من قرأ السيرتين: سيرة النبي صلى الله عليه وآله وسياسة أصحابه أيام حياته، وبين سيرة أمير المؤمنين عليه السلام وسياسة أصحابه أيام حياته، فكما أن عليا عليه السلام لم يزل أمره مضطربا معهم بالمخالفة والعصيان والهرب إلى أعدائه، وكثرة الفتن والحروب، فكذلك كان النبي صلى الله عليه وآله لم يزل ممنوا بنفاق المنافقين وأذاهم، وخلاف أصحابه عليه وهرب بعضهم إلى أعدائه، وكثرة الحروب والفتن.
وكان يقول: ألست ترى القرآن العزيز مملوءا بذكر المنافقين والشكوى منهم، والتألم من أذاهم له، كما أن كلام علي عليه السلام مملوء بالشكوى من منافقي أصحابه والتألم من أذاهم له، والتوائهم عليه! وذلك نحو قوله تعالى: ﴿ألم تر إلى الذين نهوا عن النجوى ثم يعودون لما نهوا عنه ويتناجون بالاثم والعدوان ومعصية الرسول وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول حسبهم جهنم يصلونها فبئس المصير﴾ (٢).
وقوله: ﴿إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا...﴾ (3) الآية.
وقوله تعالى: (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله، والله يعلم إنك