شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٨١
فأبلغونا مأمننا فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قالوا: ذاك لكم، فساروا معهم بجمعهم، حتى أبلغوهم المأمن (1).
وقال أبو العباس: أتى (2) عبد الملك بن مروان برجل من الخوارج، فبحثه فرأى منه ما شاء (3) فهما وعلما، ثم بحثه (4 فرأى منه ما شاء أدبا وذهنا 4)، فرغب فيه، فاستدعاه إلى الرجوع عن مذهبه، فرآه مستبصرا محققا، فزاده في الاستدعاء، فقال: تغنيك الأولى عن الثانية، وقد قلت وسمعت، فاسمع أقل، قال: قل، فجعل يبسط من قول الخوارج ويزين له من مذهبهم بلسان طلق، وألفاظ بينة، ومعان قريبة. فقال عبد الملك بعد ذلك على معرفته (5) وفضله: لقد كاد يوقع في خاطري أن الجنة إنما خلقت لهم، وإني أولى العباد بالجهاد معهم، ثم رجعت إلى ما ثبت الله على من الحجة، وقرر في قلبي من الحق، فقلت [له] (6): الدنيا والآخرة، لله وقد سلطنا الله في الدنيا، ومكن لنا فيها، وأراك لست تجيبنا إلى ما نقول، والله لأقتلنك إن لم تطع. فأنا في ذلك، إذ دخل على بابني مروان.
قال أبو العباس: وكان مروان أخا يزيد بن عبد الملك لامه، [أمهما] (7) عاتكة بنت يزيد بن معاوية، وكان أبيا عزيز النفس، فدخل به على أبيه في هذا الوقت باكيا

(1) الكامل 528.
(2) ا، ج. (أتى رجل).
(3) ب: (مما شاء).
(4 - 4) ساقط من ب.
(5) ا، ج: (على معرفة وفضل).
(6) من الكامل
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175