شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ٨
وكيف فررتم يوم أحد وخيبر * ويوم حنين مهربا بعد مهرب ألم تشهدوا يوم الإخاء وبيعه الغدير وكل حضر غير غيب (1) فكيف غدا صنو النفيلي ويحه * أميرا على صنو النبي المرجب!
وكيف علا من لا يطأ ثوب أحمد * على من علا من أحمد فوق منكب إمام هدى ردت له الشمس جهرة * فصلى أداء عصره بعد مغرب (2) ومن قبله أفنى سليمان خيله * رجاء فلم يبلغ بها نيل مطلب (3) يجل عن الافهام كنه صفاته * ويرجع عنها الذهن رجعة أخيب فليس بيان القول عنه بكاشف * غطاء، ولا فصل الخطاب بمعرب وحق لقبر ضم أعضاء حيدر * وغودر منه في صفيح مغيب (4)

(1) هو غدير خم: موضع بين مكة والمدينة، روى صاحب الرياض النضرة (2: 169): عن البراء بن عازب، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم، فنودي فينا: الصلاة جامعة فآوى رسول الله صلى عليه وسلم تحت شجرة، فصلى الظهر وأخذ بيد على، وقال: ألستم تعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فأخذ بيد على وقال: اللهم من كنت مولاه فعلى مولاه، اللهم وال من والاه، قال: فلقيه عمر بعد ذلك، فقال: هنيئا لك يا ابن طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة).
(2) قال الشريف المرتضى في أماليه (2: 340): (هو خبر رد الشمس له عليه السلام في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، لأنه روى أن النبي صلى الله عليه وآله كان نائما، ورأسه في حجر أمير المؤمنين عليه السلام، فلما مضى وقتها وانتبه النبي عليه السلام دعا الله تعالى بردها له، فردها، فصلى عليه السلام الصلاة في وقتها)، ثم أورد بيت السيد الحميري:
ردت عليه لما فاته * وقت الصلاة وقد دنت للمغرب (3) يشير إلى ما رواه بعض المفسرين لقوله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب * إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب * ردوها على فطفق مسحا بالسوق والأعناق): إن سليمان عرض عليه خيل جياد - في وقت العصر - ألهاه ذلك عن الصلاة العصر، فغضب لذلك، وطلب من الله أن يرد عليه الشمس بعد غروبها ليصلي العصر حاضرا، فردت، ثم غضب على الخيل التي كانت سببا في فوت الصلاة أعناقها وسوقها).
(4) الصفيح: الحجر الرقيق تسقف به القبور.
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175