شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٥ - الصفحة ١٠٧
فإن المبادرة بالعمل الصالح أفضل، ولست تدرى متى يأتي أجلك، ولله بقية خير من عباده، يبعثهم إذا شاء بنصر دينه، ويختص بالشهادة منهم من يشاء.
وشخص إليه أبو حمزة المختار بن عوف الأزدي وبلج بن عقبة المسعودي في رجال من الأباضية، فقدموا عليه حضرموت فحرضوه على الخروج، وأتوه بكتب أصحابه يوصونه ويوصون أصحابه: إذا خرجتم فلا تغلوا، ولا تغدروا، واقتدوا بسلفكم الصالحين، وسيروا بسيرتهم، فقد علمتم أن الذي أخرجهم على السلطان العيب لأعمالهم.
فدعا عبد الله أصحابه فبايعوه، وقصدوا دار الامارة، وعلى حضرموت يومئذ إبراهيم بن جبلة بن مخرمة الكندي فأخذه، فحبسه يوما ثم أطلقه، فأتى صنعاء، وأقام عبد الله بحضرموت، وكثر جمعه، وسموه (طالب الحق).
وكتب إلى من كان من بأصحابه بصنعاء: إني قادم عليكم، ثم استخلف على حضرموت عبد الله بن سعيد الحضرمي، وتوجه إلى صنعاء، وذلك في سنة تسعة عشر ومائة في ألفين، والعامل على صنعاء يومئذ القاسم بن عمرو أخو يوسف بن عمرو الثقفي، فجرت بينه وبين عبد الله بن يحيى حروب ومناوشات، كانت الدولة فيها والنصرة لعبد الله بن يحيى، فدخل إلى صنعاء، وجمع ما فيها من الخزائن والأموال فأحرزها.
فلما استولى على بلاد اليمن خطب، فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على رسوله، وذكر وحذر، ثم قال: إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه، وإجابة من دعا إليهما.
الاسلام ديننا، ومحمد نبينا، والكعبة قبلتنا، والقرآن إمامنا، رضينا بالحلال حلالا، لا نبتغي به بدلا، ولا نشتري به ثمنا، وحرمنا الحرام، ونبذناه وراء ظهورنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإلى الله المشتكى، وعليه المعول، من زنى فهو كافر، ومن سرق فهو كافر، ومن شرب الخمر فهو كافر، ومن شك في أنه كافر فهو كافر، ندعوكم إلى فرائض بينات، وآيات محكمات،
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 58 - من كلام عليه السلام لما عزم على حرب الخوارج وقيل له إن القوم قد عبروا جسر النهروان 3
2 بدء ظهور الغلاة 5
3 طرق الإخبار بالمغيبات 9
4 59 - من كلامه لما قتل الخوارج فقيل له يا أمير المؤمنين هلك القوم بأجمعهم 14
5 الكناية والرموز والتعريض وذكر مثل منها 15
6 الفرق بين الكناية والتعريض 59
7 مقتل الوليد بن طريف الخارجي ورثاء أخته له 73
8 خروج ابن عمرو الخثعمي وأمره مع محمد بن يوسف الطائي 74
9 ذكر جماعة ممن كان يرى رأي الخوارج 76
10 60 - من كلام له عليه السلام في الخوارج 78
11 عود إلى أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 80
12 مرداس بن حدير 82
13 عمران بن حطان 91
14 المستورد السعدي 97
15 حوثرة الأسدي 98
16 أبو الوازع الراسبي 102
17 عمران بن الحارث الراسبي 103
18 عبد الله بن يحيى والمختار بن عوف 106
19 خطب أبي حمزة الشاري 114
20 أخبار متفرقة عن أحوال معاوية 129
21 61 - من كلام له لما خوف الغيلة 132
22 اختلاف الناس في الآجال 133
23 62 - من كلام له في وصف الدنيا 140
24 63 - من كلام له في الحض على الزهد والاستعداد لما بعد الموت 145
25 عظة للحسن البصري 147
26 من خطب عمر بن عبد العزيز 150
27 من خطب ابن نباتة 151
28 64 من خطبة له في تنزيه الله سبحانه وتقديسه 153
29 اختلاف الأقوال في خلق العالم 157
30 65 - من كلام له كان يقوله لأصحابه في بعض أيام صفين 168
31 من أخبار يوم صفين 175