شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٦٦
أهل بيته على الرجالة، وبعث معه ثلاثة صفوف: صف فيه الرجالة ومعهم السيوف، وصف هم أصحاب الرماح، وصف فيه المرامية.
ثم سار عتاب بين الميمنة والميسرة يمر بأهل راية راية، فيحرض من تحتها على الصبر، ومن كلامه يومئذ: إن أعظم الناس نصيبا من الجنة الشهداء، وليس الله لأحد أمقت منه لأهل البغي، ألا ترون عدوكم هذا يستعرض المسلمين بسيفه، لا يرى ذلك إلا قربة لهم!
فهم شرار أهل الأرض، وكلاب أهل النار. فلم يجبه أحد، فقال: أين القصاص يقصون على الناس، ويحرضونهم؟ فلم يتكلم أحد، فقال: أين من يروى شعر عنترة، فيحرك الناس؟ فلم يجبه أحد ولا رد عليه كلمة، فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، والله لكأني بكم وقد تفرقتم عن عتاب وتركتموه تسفى في استه الريح، ثم أقبل حتى جلس في القلب، ومعه زهرة بن حوية، وعبد الرحمن بن محمد بن الأشعث.
وأقبل شبيب في ستمائة، وقد تخلف عنه من الناس أربعمائة، فقال: إنه لم يتخلف عنى إلا من لا أحب أن أراه معي، فبعث سويد بن سليم في مائتين إلى الميسرة، وبعث المحلل بن وائل في مائتين إلى القلب، ومضى هو في مائتين إلى الميمنة، وذلك بين المغرب والعشاء الآخرة، حين أضاء القمر، فناداهم: لمن هذه الرايات؟ قالوا: رايات همدان.
فقال: رايات طالما نصرت الحق، وطالما نصرت الباطل، لها في كل (1) نصيب، أنا أبو المدله أثبتوا إن شئتم. ثم حمل عليهم، وهم على مسناة أمام الخندق، ففضهم، وثبت أصحاب رايات قبيصة بن والق.
فجاء شبيب فوقف عليه، وقال لأصحابه: مثل هذا قوله تعالى: (واتل عليهم

(1) بعدها في الطبري: (والله لأجاهدنكم محتسبا للخير في جهادكم، أنتم ربيعة وأنا شبيب، أنا أبو المدله لا حكم إلا لله)
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232