شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٢٥
قال عبد الرزاق: وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري.
ولم يذكر صاحب،، الاستيعاب،، ما يدل على سبق زيد إلا هذه الرواية، واستغربها، فدل مجموع ما ذكرناه أن عليا عليه السلام أول الناس إسلاما، وأن المخالف في ذلك شاذ، الشاذ لا يعتد به.
* * * [فصل فيما ذكر من سبق على إلى الهجرة] المسألة السابعة:
أن يقال: كيف قال: (إنه سبق إلى الهجرة) ومعلوم أن جماعة من المسلمين هاجروا قبله، منهم عثمان بن مظعون وغيره، وقد هاجر أبو بكر قبله، لأنه هاجر في صحبة النبي صلى الله عليه وآله، وتخلف علي عليه السلام عنهما (1)، فبات على فراش رسول الله صلى الله عليه وآله، ومكث أياما يرد الودائع التي كانت عنده، ثم هاجر بعد ذلك؟
والجواب، أنه عليه السلام لم يقل: (وسبقت كل الناس إلى الهجرة)، وإنما قال:
(وسبقت) فقط، ولا يدل ذلك على سبقه للناس كافة، ولا شبهة أنه سبق معظم المهاجرين إلى الهجرة، ولم يهاجر قبله أحد إلا نفر يسير جدا.
وأيضا فقد قلنا إنه علل أفضليته وتحريم البراءة منه مع إلا كراه بمجموع أمور: منها ولادته على الفطرة، ومنها سبقه إلى الايمان، ومنها سبقه إلى الهجرة، وهذه الأمور الثلاثة لم تجتمع لأحد غيره، فكان بمجموعها متميزا عن كل أحد من الناس.
وأيضا فإن اللام في (الهجرة) يجوز ألا تكون للمعهود السابق، بل تكون للجنس، وأمير المؤمنين عليه السلام سبق أبا بكر وغيره إلى الهجرة التي قبل هجرة المدينة، فإن النبي صلى الله عليه وآله هاجر عن مكة مرارا يطوف على أحياء العرب، وينتقل من

(1) ج: (عنه).
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232