شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٦١
الحجاج بمال وتبعة (1)، فمنهم رجل يقال له الحر بن عبد الله بن عوف، كان قتل دهقانين من أهل نهر دير قيط، كانا أساءا إليه، ولحق بشبيب حتى شهد معه مواطنه إلى أن هلك، وله مقام عند الحجاج، وكلام سلم به من القتل، وهو أن الحجاج بعد هلاك شبيب، أمن كل من خرج إليه ممن كان يطلبهم الحجاج بمال، أو تبعة، فخرج إليه الحر فيمن خرج، فجاء أهل الدهقانين يستعدون عليه الحجاج، فأحضره، وقال: يا عدو الله، قتلت رجلين من أهل الخراج، فقال: قد كان أصلحك الله منى ما هو أعظم من هذا، قال: وما هو؟ قال:
خروجي عن الطاعة، وفراقي الجماعة، ثم إنك أمنت كل من خرج عليك، وهذا أماني وكتابك لي.
فقال الحجاج: قد لعمري فعلت، ذلك أولى لك! وخلى سبيله.
ثم لما بأخ الحر (2)، وسكن عن شبيب خرج من ماه نهروان في نحو من ثمانمائة رجل فأقبل نحو المدائن، وعليها المطرف بن المغيرة بن شعبة، فجاء حتى نزل قناطر حذيفة (3) بن اليمان فكتب ماذراسب (4) وهو عظيم بابل مهروذ إلى الحجاج يخبره خبر شبيب وقدومه إلى قناطر حذيفة، فقام الحجاج في الناس وخطبهم، وقال:
أيها الناس، لتقاتلن عن بلادكم وفيئكم، أو لأبعثن إلى قوم هم أطوع وأسمع، وأصبر على البلاء (5) منكم، فيقاتلون عدوكم ويأكلون فيئكم - يعنى جند الشام.
فقام إليه الناس من كل جانب، يقولون: بل نحن نقاتلهم، ونغيث (6) الأمير، ليندبنا إليهم، فإنا حيث يسره.

(1) في الطبري: (التباعات).
(2) بأخ الحر: سكن وفتر. وفي الطبري: (انفسح).
(3) قناطر حذيفة: بسواد بغداد.
(4) في الطبري: (ماذرواسب).
(5) الطبري: (اللاواء).
(6) الطبري: (ونعتب).
(٢٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232