شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٦٣
فيكني بشتم علي عليه السلام عنه. أما إنه قد تخطت المنية منكم من امتد عمره، وسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله فيه: (لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)، فعاد ابن الزبير إلى خطبته، وقال: عذرت بنى الفواطم يتكلمون، فما بال ابن أم حنيفة! فقال محمد: يا بن أم رومان (1)، وما لي لا أتكلم! وهل فاتني من الفواطم إلا واحدة! ولم يفتني فخرها، لأنها أم أخوى أنا ابن فاطمة بنت عمران بن عائذ بن مخزوم، جدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا ابن فاطمة بنت أسد بن هاشم، كافلة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقائمة مقام أمه، أما والله لولا خديجة بنت خويلد ما تركت في بنى أسد بن عبد العزى عظما إلا هشمته! ثم قام فانصرف.
* * * [فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم على] وذكر شيخنا أبو جعفر (2) الإسكافي رحمه الله تعالى - وكان من المتحققين بموالاة علي عليه السلام، والمبالغين في تفضيله، وإن كان القول بالتفضيل عاما شائعا في البغداديين من أصحابنا كافة، إلا أن أبا جعفر أشدهم في ذلك قولا، وأخلصهم فيه اعتقادا - أن معاوية وضع قوما من الصحابة وقوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام، تقتضي الطعن فيه والبراءة منه، وجعل لهم على ذلك جعلا يرغب في مثله، فاختلقوا ما أرضاه، منهم أبو هريرة وعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة، ومن التابعين عروة بن الزبير.
روى الزهري أن عروة بن الزبير حدثه، قال: حدثتني عائشة قالت: كنت عند

(١) كذا في ا، ب وفي ج: (قتيلة).
(٢) هو أبو جعفر محمد بن عبد الله الإسكافي، من متكلمي المعتزلة وأحد أئمتهم، وإليه تنسب الطائفة الإسكافية منهم، وهو بغدادي أصله من سمرقند، قال ابن النديم: كان عجيب الشأن في العلم والذكاء والصيانة ونبل الهمة والنزاهة، بلغ في مقدار عمرد ما لم يبلغه أحد، وكان المعتصم يعظمه. وله مناظرات مع الكرابيسي وغيره. توفى سنة ٢٤٠، لسان الميزان ٥: ٢٢١
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232