شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٣٥
التحمت الحرب قتل حوثرة، قتله رجل من طيئ، وفضت جموعه (1).
* * * [قريب بن مرة وزحاف الطائي] ومنهم قريب بن مرة الأزدي، وزحاف الطائي، كانا عابدين مجتهدين من أهل البصرة، فخرجا في أيام معاوية في إمارة زياد، واختلف الناس: أيهما كان الرئيس؟ فاعترضا الناس، فلقيا شيخا ناسكا من بنى ضبيعة من ربيعة بن نزار فقتلاه - وكان يقال له رؤبة الضبعي - وتنادى الناس، فخرج رجل من بنى قطيعة، من الأزد، وفي يده السيف، فناداه الناس من ظهور البيوت الحرورية: انج بنفسك، فنادوه: لسنا حرورية، نحن الشرط [فوقف] (2) فقتلوه، فبلغ أبا بلال مرداس بن أدية خبرهما، فقال: قريب، لا قربه الله!
وزحاف لا عفا الله عنه! ركباها عشواء مظلمة - يريد اعتراضهما الناس - ثم جعلا لا يمران بقبيلة إلا قتلا من وجدا، حتى مرا على بنى علي بن سود، من الأزد، وكانوا رماة، كان فيهم مائة يجيدون الرمي، فرموهم رميا شديدا فصاحوا: يا بنى على، البقيا، لا رماء بيننا.
فقال رجل من بنى علي بن سود:
لا شئ للقوم سوى السهام * مشحوذة في غلس الظلام فعرد عنهم الخوارج (3)، وخافوا الطلب واشتقوا مقبرة بنى يشكر حتى نفذوا إلى مزينة ينتظرون من يلحق بهم من مضر وغيرها، فجاءهم ثمانون، وخرجت إليهم بنو طاحية، من بنو سود، وقبائل من مزينة، وغيرها، فاستقتلت الخوارج، وحاربت حتى قتلت عن آخرها، وقتل قريب وزحاف (4).

(1) الكامل 579 (طبع أوروبا).
(2) من كتاب الكامل (3) عردوا، من التعريد وهو الفرار.
(4) الكامل 581، 582 (طبع أوروبا).
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232