شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٣٢
إلى الباب، وجدوه جمرا، فأتوه باللبود (1) فبلوها بالماء، ثم ألقوها عليه وخرجوا، فلم يشعر الحارث بن عميرة إلا وشبيب وأصحابه يضربونهم بالسيوف في جوف عسكرهم، فضارب الحارث حتى صرع، واحتمله أصحابه، وانهزموا وخلوا لهم المعسكر وما فيه، ومضوا حتى نزلوا المدائن، وكان ذلك الجيش أول جيش هزمه شبيب (2).
* * * [دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج] ثم ارتفع في أداني أرض الموصل (3)، ثم ارتفع إلى نحو أذربيجان يجبى الخراج، وكان سفيان بن أبي العالية قد أمر أن يحارب صاحب طبرستان، فأمر بالقفول نحو شبيب، وأن يصالح صاحب طبرستان، فصالحه، فأقبل في ألف فارس، وقد ورد عليه كتاب من الحجاج:
(4 أما بعد، فأقم بالدسكرة فيمن معك، حتى يأتيك جيش الحارث بن عميرة. قاتل صالح بن مسرح، ثم سر إلى شبيب حتى تناجزه 4).
ففعل سفيان ذلك، ونزل إلى الدسكرة حتى أتوه، وخرج مرتحلا في طلب شبيب، فارتفع شبيب عنهم، كأنه يكره قتالهم ولقائهم، وقد أكمن لهم أخاه مصادا في خمسين رجلا، في هضم (5) من الأرض، فلما رأوا شبيبا جمع أصحابه، ولهم، ومضى في سفح من الجبل

(1) اللبد: كل شعر أو صوف متبلد، سمى به للصوق بعضه ببعض، وجمعه لبود.
(2) في الطبري بعدها: (وأصيب صالح بن مسرح يوم الثلاث لثلاث عشرة بقيت من جمادى الأولى من سنته).
(3) في الطبري بعدها: (وتخوم أرض جوخى).
(4 - 4) الكتاب كما في الطبري: (أما بعد فسر حتى تنزل الدسكرة فيمن معك، ثم أقم حتى يأتيك جيش الحارث بن عميرة الهمداني بن ذي المشعار، وهو الذي قتل صالح بن مسرح وخيل المناظر، ثم سر إلى شبيب حتى تناجزه).
(5) الهضم: المكان المطمئن من الأرض، وفي الطبري: (هزم من الأرض)، وهما بمعنى.
(٢٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 227 228 229 230 231 232 233 234 235 236 237 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232