شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٦٢
وقام إليه زهرة بن حوية - وهو يومئذ شيخ كبير لا يستتم قائما، حتى يؤخذ بيده - فقال: أصلح الله الأمير! إنك إنما تبعث الناس متقطعين، فاستنفر إليهم الناس كافة، وابعث عليهم رجلا متينا شجاعا مجربا، يرى الفرار هضما وعارا، والصبر مجدا وكرما.
فقال الحجاج: فأنت ذاك، فأخرج.
فقال: أصلح الله الأمير! إنما يصلح لهذا الموقف رجل يحمل الرمح والدرع، ويهز السيف، ويثبت على متن الفرس، وأنا لا أطيق ذلك، قد ضعفت وضعف بصرى (1 ولكن ابعثني مع أمير تعتمده، فأكون في عسكره، وأشير عليه برأيي 1).
فقال: (2 جزاك الله عن الاسلام والطاعة خيرا 2)، لقد نصحت وصدقت، وأنا مخرج الناس كافة، ألا فسيروا أيها الناس.
فانصرف الناس يتجهزون وينتشرون، ولا يدرون من أميرهم.
وكتب الحجاج إلى عبد الملك:
أما بعد، فإني أخبر أمير المؤمنين أكرمه الله، أن شبيبا قد شارف المدائن، وإنما يريد الكوفة، وقد عجز أهل العراق عن قتاله في مواطن كثيرة، في كلها تقتل أمراؤهم ويفل خيولهم (3) وأجنادهم، فإن رأى أمير المؤمنين أن يبعث إلى جندا من جند الشام ليقاتلوا عدوهم، ويأكلوا بلادهم فعل إن شاء الله.
فلما أتى عبد الملك كتابه بعث إليه سفيان بن الأبرد في أربعة آلاف، وبعث إليه حبيب ابن عبد الرحمن [الحكمي] (4) من (5) مذحج في ألفين وسرحهم نحوه حين أتاه الكتاب (6).

(1 - 1) الطبري: (ولكن أخرجني في الناس مع الأمير، فإني إنما أثبت على الراحلة، فأكون مع الأمير في عسكره، وأشير عليه برأيي).
(2 - 2) الطبري: (جزاك الله عن الاسلام وأهله في أول الاسلام خيرا، وجزاك الله عن الاسلام في آخر الاسلام خيرا).
(3) الطبري: (جنودهم).
(4) من الطبري.
(5) في الأصول. (ابن)، وما أثبته من الطبري.
(6) بعدها في الطبري: (من الحجاج).
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232