شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٥١
فوقفت بإزاء ميمنة زائدة بن قدامة، وفيها زياد بن عمرو العتكي، ومضت كتيبة فيها مصاد أخو شبيب، فوقفت بإزاء الميسرة، وفيها بشر بن غالب الأسدي، وجاء شبيب في كتيبة، حتى وقف مقابل القوم في القلب، فخرج زائدة بن قدامة يسير في الناس بين الميمنة والميسرة، يحرض الناس، ويقول: عباد الله! إنكم الطيبون الكثيرون، وقد نزل بكم الخبيثون القليلون، فاصبروا جعلت لكم الفداء! إنما هي حملتان أو ثلاث، ثم هو النصر ليس دونه شئ، ألا ترونهم والله لا يكونون مائتي رجل، إنما هم أكلة رأس (1) وهم السراق المراق، إنما جاءوكم ليهريقوا دماءكم، ويأخذوا فيئكم، فلا يكونوا على أخذه أقوى منكم على منعه، وهم قليل وأنتم كثير، وهم أهل فرقة وأنتم أهل جماعة، غضوا الابصار واستقبلوهم بالأسنة، ولا تحملوا عليهم حتى آمركم.
ثم انصرف إلى موقفه، فحمل سويد بن سليم على زياد بن عمرو العتكي، فكشف صفه، وثبت زياد قليلا ثم ارتفع سويد عنهم يسيرا ثم كر عليهم ثانية (2).
فقال فروة بن لقيط الخارجي (3): أطعنا ذلك اليوم ساعة فصبروا لنا حتى ظننت أنهم لن يزولوا، وقاتل زياد بن عمرو قتالا شديدا (4)، ولقد رأيت سويد بن سليم يومئذ وإنه لأشد العرب قتالا وأشجعهم، وهو واقف لا يعرض لهم، ثم ارتفعنا عنهم، فإذا هم يتقوضون، فقال بعض أصحابنا لبعض: ألا ترونهم يتقوضون! احملوا (5) عليهم، فأرسل إلينا شبيب: خلوهم لا تحملوا عليهم حتى يخفوا، فتركناهم قليلا، ثم حملنا عليهم الثالثة فانهزموا، فنظرت إلى زياد بن عمرو، وإنه ليضرب بالسيوف (6)، وما من سيف يضرب به

(1) يقولون: هم أكلة رأس، أي هم قليل يشبعهم رأس واحد.
(2) في الطبري بعدها: (فاطعنوا ساعة) (3) في الطبري: (قال أبو مخنف: فحدثني فروة) (4) في الطبري بعدها: (وجعل ينادى: يا خيلي، ويشد بالسيف، فيقاتل قتالا شديدا).
(5) الطبري: (احمل عليهم).
(6) الطبري: (بالسيف).
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232