شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٥٠
وهم يظنون أنهم قد قتلوا زحرا: قد هزمنا جندهم، وقتلنا أميرا من أمرائهم عظيما، فانصرف بنا الان موفورين (1). فقال لهم: (2 إن قتلكم هذا الرجل (3) وهزيمتكم هذا الجند قد أرعب هؤلاء الامراء 2)، فاقصدوا بنا قصدهم، فوالله لئن نحن قتلناهم ما دون قتل الحجاج وأخذ الكوفة شئ. فقالوا له: نحن طوع لأمرك ورأيك، فانقض بهم جادا (4)، حتى أتى ناحية عين (5) التمر، واستخبر عن القوم، فعرف اجتماعهم في روذبار (6) في أسفل الفرات، على رأس أربعة وعشرين فرسخا من الكوفة.
وبلغ الحجاج مسير شبيب إليهم، فبعث إليهم (7): إن جمعكم قتال، فأمير الناس زائدة بن قدامة.
فانتهى (8) إليهم شبيب، وفيهم سبعة أمراء، على جماعتهم زائدة بن قدامة، وقد عبى كل أمير أصحابه على حدة، وهو واقف في أصحابه، فأشرف شبيب على الناس، وهو على فرس أغر كميت (9)، فنظر إلى تعبيتهم، ثم رجع إلى أصحابه، وأقبل في ثلاث كتائب يزحف (10) بها، حتى إذا دنا من الناس مضت كتيبة فيها سويد بن سليم،

(1) الطبري: وافرين) (2 - 2) الطبري: (فقال لهم: إن قتلنا هذا الرجل وهزيمتنا هذا الجند قد أرعبت هذه الامراء والجنود التي بعثت في طلبهم).
(3) الطبري: (ما دون الحجاج من شئ وأخذ الكوفة إن شاء الله).
(4) الطبري: (جوادا).
(5) في الطبري: (نجران الكوفة ناحية عين التمر). ونجران الكوفة، على يومين منها، فيما بينها وبين واسط (على الطريق، سكنه أهل نجران لما أجلاهم عمر، فسموا الموضع باسمهم. وعين التمر: بلدة في طرف البادية على غربي الفرات، أكثر نخلها القسب، ويحمل إلى سائر الأماكن. (مراصد الاطلاع).
(6) روذبار، ضبطه صاحب مراصد الاطلاع، بضم أوله وسكون ثانية وذال معجمة، وباء موحدة، وآخره راء، قال: ويطلق على عدة مواضع.
(7) في الطبري: (فبعث إليهم عبد الرحمن بن الفرق، مولى ابن أبي عقيل، وكان على الحجاج كريما).
(8) الكلام في الطبري، عن أبي مخنف عن عبد الرحمن بن جندب.
(9) الكميت من الخيل: ما بين الأسود والأحمر. والأغر: ما كان بجبهته غرة.
(10) في الطبري: (يوجفون بها).
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232