شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٩٨
لهم صالح بن مخراق: يا قوم، إنكم أقررتم عين عدوكم، وأطمعتموه فيكم بما يظهر من خلافكم (1)، فعودوا إلى سلامة القلوب، واجتماع الكلمة.
وخرج عمرو القنا - وهو من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم - فنادى: يا أيها المحلون (2)، هل لكم في الطراد فقد طال عهدي به! ثم قال:
ألم تر أنا مذ ثلاثين ليلة * جديب وأعداء الكتاب على خفض (3) فتهايج القوم، وأسرع بعضهم إلى بعض، وكانت الوقعة، وأبلى يومئذ المغيرة بن المهلب، وصار في وسط الأزارقة، فجعلت الرماح تحطه وترفعه، واعتورت رأسه السيوف، وعليه ساعد حديد، فوضع يده على رأسه، فلم يعمل السيف فيه شيئا، واستنقذه فرسان من الأزد بعد أن صرع، وكان الذي صرعه عبيدة بن هلال بن يشكر بن بكر بن وائل، وكان يقول يومئذ:
أنا ابن خير قومه هلال * شيخ على دين أبى بلال * وذاك ديني آخر الليالي * فقال رجل للمغيرة: كنا نعجب كيف تصرع، والآن نعجب كيف تنجو! وقال المهلب لبنيه: إن سرحكم (4) لغار، ولست آمنهم عليه، أفوكلتم به أحدا؟ قالوا: لا، فلم يستتم الكلام حتى أتاه آت، فقال: إن صالح بن مخراق قد أغار على السرح، فشق على المهلب، وقال: كل أمر لا إليه بنفسي فهو ضائع، وتذمر عليهم، فقال له بشر بن المغيرة: أرح نفسك، فإن كنت إنما تريد مثلك فوالله ما يعدل خيرنا شسع (5) نعلك،

(1) ج: (اختلافكم).
(2) المحلون: الذين لا يحفظون عهدا ولا يرعون حرمة، فكأنما أحلوا أعراضهم وأموالهم أن تستباح.
(3) الحفض. الدعة ولين العيش.
(4) السرح: المال السائم في المرعى من الانعام، وأراد بالغار الذي يطمع الناس في أخذه حيث لا راعى له يحفظه.
(5) الشسع: قبال النعل.
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232