شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٩٩
فقال: خذوا عليهم الطريق، فبادر بشر بن المغيرة، ومدرك والمفضل ابنا المهلب، فسبق بشر إلى الطريق، فإذا رجل أسود من الأزارقة يشل السرح (1)، وهو يقول:
نحن قمعناكم بشل السرح * وقد نكأنا القرح بعد القرح (2) ولحقه المفضل ومدرك، فصاحا برجل من طيئ: أكفنا الأسود، فاعتوره الطائي وبشر ابن المغيرة فقتلاه، وأسرا رجلا من الأزارقة من همدان، واستردا السرح (3).
قال: وكان عياش الكندي شجاعا بئيسا (4)، فأبلى يومئذ، فلما مات على فراشه بعد ذلك، قال المهلب: لا وألت (5) نفس الجبان بعد عياش! وقال المهلب: ما رأيت تالله كهؤلاء القوم، كلما انتقص (6) منهم يزيد فيهم!
* * * ووجه الحجاج رجلين إلى المهلب يستحثانه بالقتال: أحدهما من كلب، والاخر من سليم، فقال المهلب متمثلا بشعر لأوس بن حجر:
ومستعجب مما يرى من أناتنا * ولو زبنته الحرب لم يترمرم (7) فقال المهلب ليزيد ابنه: حرك القوم، فحركهم فتهايجوا، وذلك في قرية من قرى إصطخر، فحمل رجل من الخوارج على رجل من أصحاب المهلب وطعنه، فشك فخذه بالسرج، فقال المهلب للسلمي والكلبي: كيف يقاتل (8) قوم هذا طعنهم وحمل

(1) في الكامل: (يشل السرح، أي يطرده).
(2) في الكامل: (الشل: الطرد. ويقال: نكأت القرحة، مهموز، ونكيت العدو غير مهموز، من النكاية، ونكأت القرحة نكأ، قال ابن هرمة:
ولا أراها تزال ظالمة * تحدث لي قرحة وتنكوها (3) في الكامل: (وخلى سبيله).
(4) البئيس، من بؤس الرجل يبؤس، إذا اشتدت شجاعته.
(5) لا وألت، أي لا نجت.
(6) الكامل: (ينقص).
(7) قال المبرد: قوله زبنته، يقول: دفعته. ولم يترمرم: لم يتحرك، يقال: قيل له كذا وكذا فما ترمرم.
(8) الكامل: (نقاتل).
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232