شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٠٠
يزيد عليهم، وقد جاء الرقاد - وهو من فرسان المهلب - وهو أحد بنى مالك بن ربيعة على فرس له أدهم، وبه نيف وعشرون جراحة، وقد وضع عليها القطن، فلما حمل يزيد ولى الجمع، وحماهم فارسان منهم، فقال يزيد لقيس الخشني، مولى العتيك: من لهذين؟
قال: أنا، فحمل عليهما، فعطف عليه أحدهما فطعنه قيس فصرعه، وحمل عليه الاخر فتعانقا، فسقطا جميعا إلى الأرض، فصاح قيس الخشني: اقتلونا جميعا، فحملت خيل هؤلاء وخيل هؤلاء، فحجزوا بينهما، فإذا معانق قيس امرأة، فقام قيس مستحييا، فقال له يزيد: يا أبا بشر، أما أنت فبارزتها على أنها رجل، فقال: أرأيت لو قتلت، أما كان يقال: قتلته امرأة! وأبلى يومئذ ابن المنجب السدوسي، فقال غلام له يقال له خلاج: والله لوددنا أنا فضضنا عسكرهم حتى نصير إلى مستقرهم، فأستلب مما هناك جاريتين. فقال له مولاه ابن المنجب: وكيف تمنيت ويحك اثنتين! فقال: لأعطيك إحداهما وآخذ الأخرى، فقال ابن المنجب:
أخلاج إنك لن تعانق طفلة * شرقا بها الجادي كالتمثال (1) حتى تلاقى في الكتيبة معلما * عمرو القنا وعبيدة بن هلال (2) وترى المقعطر في الفوارس مقدما * في عصبة نشطوا على الضلال (3)

(1) قال المبرد: (قوله: طفلة، يقول: ناعمة، وإذا كسرت الطاء فقلت: طفلة، فهي الصغيرة.
والجادي: الزعفران).
(2) قال المبرد: (الكتيبة: الجيش، وإنما سمى الجيش كتيبة لانضمام أهله بعضهم إلى بعض، وبهذا سمى الكتاب، ومنه قولهم: كتبت البغلة والناقة، وكتبت القربة، إذا خرزت ذلك الموضع. المعلم.
الذي قد شهر نفسه بعلامة، إما بعمامة صبيغ، أو بمشهرة، وإما بغير ذلك.. وعمرو القنا من بنى سعد بن زيد مناة بن تميم، وعبيدة بن هلال من بنى يشكر بن بكر بن وائل. والذي طعن صاحب المهلب في فخذه فشكها مع السرج من بنى تميم، قال: ولا أدرى: أعمرو هو أم غيره؟).
(3) في الكامل: (قسطوا مع الضلال). قال: والمقعطر: من عبد القيس، وقوله: (قسطوا)، أي جاروا، يقال: قسط يقسط فهو قاسط، إذا جار، قال الله جل ثناؤه: (وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا).
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232