شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٠٢
فلم يهدمها. فواقعه وجه المهلب فهزمه، فنفاه إلى كرمان، وأتبعه المغيرة ابنه، وقد كان دفع إليه سيفا وجه به الحجاج إلى المهلب، وأقسم عليه أن يتقلده، فدفعه إلى المغيرة بعد ما تقلده، فرجع به المغيرة إليه وقد دماه، فسر المهلب، وقال: ما يسرني أن يكون كنت دفعته إلى غيرك من ولدى، وقال له: اكفني جباية خراج هاتين الكورتين، وضم إليه الرقاد، فجعلا يجبيان، ولا يعطيان الجند شيئا، ففي ذلك يقول رجل من بنى تميم في كلمة له:
ولو علم ابن يوسف ما نلاقي * من الآفات والكرب الشداد لفاضت عينه جزعا علينا * وأصلح ما استطاع من الفساد ألا قل للأمير جزيت خيرا * أرحنا من مغيرة والرقاد فما رزق الجنود بهم قفيزا * وقد ساست مطامير الحصاد (1) أي وقع فيها السوس (2).
قال: ثم حاربهم المهلب بالسيرجان (3) حتى نفاهم عنها إلى جيرفت (4) واتبعهم ونزل قريبا منهم.
* * * ثم اختلفت كلمة الخوارج، وكان سبب ذلك أن عبيدة بن هلال اتهم بامرأة رجل نجار، رأوه يدخل مرارا إليها بغير إذن، فأتى قطريا فذكروا ذلك له، فقال لهم: إن عبيدة من الدين بحيث علمتم، ومن الجهاد بحيث رأيتم، فقالوا: إنا لا نقار على الفاحشة، فقال:

(1) المطامير: جمع مطمورة، وهي حفرة تحت الأرض يوسع أسفلها، تخبأ فيها الحبوب.
(2) يقال: ساس الطعام وأساس، إذا وقع فيه السوس.
(3) السيرجان، بكسر السين وسكون الياء وفتح الراء: مدينة بين كرمان وفارس.
(4) جيرفت، بكسر فسكون ففتح راء وسكون فاء: مدينة بكرمان.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232