شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ٢٠١
أو أن يعلمك المهلب غزوة * وترى جبالا قد دنت لجبال قال: وكان بدر بن الهذيل من أصحاب المهلب شجاعا، وكان لحانة، كان إذا أحس بالخوارج ينادى: (يا خيل الله اركبي)، وإليه يشير القائل:
وإذا طلبت إلى المهلب حاجة * عرضت توابع دونه وعبيد (1) العبد كردس وبدر مثله * وعلاج باب الأحمرين شديد (2) قال: وكان بشر بن المغيرة بن أبي صفرة أبلى يومئذ بلاء حسنا عرف مكانه فيه، وكانت بينه وبين المهلب جفوة، فقال لبنيه: يا بنى عم، إني قد قصرت عن شكاة العاتب (3)، وجاوزت شكاة المستعتب (4)، حتى كأني لا موصول ولا محروم، فاجعلوا لي فرجة أعيش بها، وهبوني امرأ رجوتم نصره، أو خفتم لسانه. فرجعوا له ووصلوه، وكلموا فيه المهلب، فوصله.
وولى الحجاج كردما فارس، ووجهه إليها والحرب قائمة، فقال رجل من أصحاب المهلب:
ولو رآها كردم لكردما * كردمة العير أحس الضيغما (5) فكتب المهلب إلى الحجاج يسأله أن يتجافى له عن إصطخر ودار أبجرد لأرزاق الجند، ففعل. وقد كان قطري هدم مدينة إصطخر، لان أهلها كانوا يكاتبون المهلب بأخباره، وأراد مثل ذلك بمدينة فسا، فاشتراها منه آزاذ مرد بن الهربذ بمائة ألف درهم

(1) قال المبرد: توابع، أراد به الرجال، فجاز في الشعر، وإنما رده إلى أصله للضرورة، وما كان من النعوت على (فاعل) مجمعه (فاعلون)، لئلا يلتبس بجمع (فاعلة، التي هي نعت).
(2) قال المبرد: كردوس: رجل من الأزد، وكان حاجب المهلب. وقوله: (وعلاج باب الأحمرين شديد)، العرب تسمى العجم الحمراء.
(3) العاتب: الساخط.
(4) المستعتب: الطالب الرضا.
(5) في الكامل: (الضيغم: الأسد، والكردمة: النفوز).
(٢٠١)
مفاتيح البحث: الخوارج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232