شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٩٠
تميم أيضا: فرجع البراء بن قبيصة إلى الحجاج فقال له: مهيم؟ (1) قال: رأيت أيها الأمير قوما لا يعين عليهم إلا الله.
وكتب المهلب جواب الحجاج: إني منتظر بهم إحدى ثلاث: موتا ذريعا، (2) أو جوعا مضرا، أو اختلافا من أهوائهم.
وكان المهلب لا يتكل في الحراسة على أحد، كان يتولى ذلك بنفسه، ويستعين عليه بولده، وبمن يحل محلهم في الثقة عنده.
قال أبو حرملة العبدي يهجو المهلب، وكان في عسكره:
عدمتك يا مهلب من أمير * أما تندى يمينك للفقير!
بدولاب أضعت دماء قومي * وطرت على مواشكة درور (3) فقال له المهلب: ويحك! والله إني لأقيكم بنفسي وولدي، قال: جعلني الله فداء الأمير! فذاك الذي نكره منك، ما كلنا يحب الموت. قال: ويحك! وهل عنه من محيص! قال لا، ولكنا نكره التعجيل، وأنت تقدم عليه إقداما، قال المهلب: ويلك!
أما سمعت قول الكلحبة اليربوعي:
فقلت لكاس ألجميها فإنما * نزلنا الكثيب من زرود لنفزعا. (4)

(١) مهيم، كلمة استفهام معناها: ما الخبر وما الامر؟ وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى عبد الرحمن بن عوف، وعليه درع خلق، فقال: مهيم؟ فقال: تزوجت يا رسول الله. وفي الكامل:
(مه) وهي بمعنى الاستفهام أيضا.
(٢) ذريع: سريع.
(٣) قال المبرد: قوله: (مواشكة)، يريد سريعة، ويقال: نحن على وشك رحيل. ويقال:
ذميل مواشك، إذا كان سريعا، قال ذو الرمة:
إذا ما رمينا رمية في مفازة * عراقيبها بالشيظمي المواشك و (درور) فعول، من در الشئ، إذا تتابع.
(٤) كأس: اسم بنته، والعرب لا تثق بأحد في خيلها إلا بأولادها ونسائها. والكثيب، القطعة المستطيلة من الرمل، محدودبة. وزرود: موضع. والفزع: هنا الإغاثة وهو من الأضداد.
وقبل هذا البيت:
ونادى منادى الحي أن قد أتيتم * وقد شربت ماء المزادة أجمعا وهما من قصيدة مفضلية وفيها:
أمرتكم أمري بمنعرج اللوى * ولا أمر للمعصي إلا مضيعا إذا المرء لم يغش الكريهة أو شكت * حبال الهوينى بالفتى أن تقطعا
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232