ابن خارجة، وقال له: إنما ولاك أمير المؤمنين لترى رأيك، فقال له عكرمة بن ربعي:
اكتب إلى أمير المؤمنين فأعلمه علة المهلب، فكتب إليه بذلك، وأن بالبصرة من يغنى غناءه، ووجه بالكتاب مع وفد أوفدهم إليه، رئيسهم عبد الله بن حكيم المجاشعي.
فلما قرأ عبد الملك الكتاب خلا بعبد الله، فقال له: إن لك دينا ورأيا وحزما، فمن لقتال هؤلاء الأزارقة؟ قال: المهلب، قال: إنه عليل، قال: ليست علته بمانعة (1)، فقال عبد الملك: لقد أراد بشر أن يفعل ما فعل خالد، فكتب إليه يعزم عليه أن يولى المهلب الحرب، فوجه إليه، فقال: أنا عليل، ولا يمكنني الاختلاف، فأمر بشر بحمل الدواوين إليه، فجعل ينتخب، فعزم عليه بشر بالخروج، فاقتطع أكثر نخبته، ثم عزم عليه ألا يقيم بعد ثالثة، وقد أخذت الخوارج الأهواز وخلفوها وراء ظهورهم، وصاروا بالفرات، فخرج المهلب حتى صار إلى شهار طاق، فأتاه شيخ من بنى تميم، فقال:
أصلح الله الأمير! إن سنى ما ترى، فهبني لعيالي، فقال (2): على أن تقول للأمير إذا خطب فحثكم على الجهاد: كيف تحثنا على الجهاد، وأنت تحبس عنه أشرافنا، وأهل النجدة منا! ففعل الشيخ ذلك، فقال له بشر: وما أنت وذاك! ثم أعطى المهلب رجلا ألف درهم، على أن يأتي بشرا فيقول له: أيها الأمير، أعن (3) المهلب بالشرطة والمقاتلة، ففعل الرجل ذلك، فقال له بشر: وما أنت وذاك؟ فقال: نصيحة حضرتني للأمير والمسلمين، ولا أعود إلى مثلها، فأمده بشر بالشرطة والمقاتلة، وكتب إلى خليفته على الكوفة أن يعقد لعبد الرحمن بن مخنف على ثمانية آلاف، من كل ربع ألفين، ويوجه بهم مددا للمهلب.