شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٧٩
ابن خارجة، وقال له: إنما ولاك أمير المؤمنين لترى رأيك، فقال له عكرمة بن ربعي:
اكتب إلى أمير المؤمنين فأعلمه علة المهلب، فكتب إليه بذلك، وأن بالبصرة من يغنى غناءه، ووجه بالكتاب مع وفد أوفدهم إليه، رئيسهم عبد الله بن حكيم المجاشعي.
فلما قرأ عبد الملك الكتاب خلا بعبد الله، فقال له: إن لك دينا ورأيا وحزما، فمن لقتال هؤلاء الأزارقة؟ قال: المهلب، قال: إنه عليل، قال: ليست علته بمانعة (1)، فقال عبد الملك: لقد أراد بشر أن يفعل ما فعل خالد، فكتب إليه يعزم عليه أن يولى المهلب الحرب، فوجه إليه، فقال: أنا عليل، ولا يمكنني الاختلاف، فأمر بشر بحمل الدواوين إليه، فجعل ينتخب، فعزم عليه بشر بالخروج، فاقتطع أكثر نخبته، ثم عزم عليه ألا يقيم بعد ثالثة، وقد أخذت الخوارج الأهواز وخلفوها وراء ظهورهم، وصاروا بالفرات، فخرج المهلب حتى صار إلى شهار طاق، فأتاه شيخ من بنى تميم، فقال:
أصلح الله الأمير! إن سنى ما ترى، فهبني لعيالي، فقال (2): على أن تقول للأمير إذا خطب فحثكم على الجهاد: كيف تحثنا على الجهاد، وأنت تحبس عنه أشرافنا، وأهل النجدة منا! ففعل الشيخ ذلك، فقال له بشر: وما أنت وذاك! ثم أعطى المهلب رجلا ألف درهم، على أن يأتي بشرا فيقول له: أيها الأمير، أعن (3) المهلب بالشرطة والمقاتلة، ففعل الرجل ذلك، فقال له بشر: وما أنت وذاك؟ فقال: نصيحة حضرتني للأمير والمسلمين، ولا أعود إلى مثلها، فأمده بشر بالشرطة والمقاتلة، وكتب إلى خليفته على الكوفة أن يعقد لعبد الرحمن بن مخنف على ثمانية آلاف، من كل ربع ألفين، ويوجه بهم مددا للمهلب.

(1) الكامل: (بما نعته).
(2) ساقطة من ج.
(3) ب: (أغن).
(١٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232