شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٨٩
وقال رجل منهم لجعفر بن عبد الرحمن بن مخنف:
تركت أصحابكم تدمى نحورهم * وجئت تسعى إلينا خضفة الجمل. (1) فلام المهلب (2) أهل البصرة، وقال بئسما قلتم، والله ما فروا ولا جبنوا، ولكنهم خالفوا أميرهم، أفلا تذكرون فراركم بدولاب عنى، وفراركم بدارس (3) عن عثمان (4)!
* * * ووجه الحجاج البراء بن قبيصة إلى المهلب يستحثه في مناجزة القوم، وكتب إليه: إنك تحب بقاءهم لتأكل بهم، فقال المهلب لأصحابه: حركوهم، فخرج فرسان من أصحابه، فخرج إليهم من الخوارج جمع كثير، فاقتتلوا إلى الليل: فقال لهم الخوارج: ويلكم! أما تملون! فقالوا: لا، حتى تملوا، فقالوا: فمن أنتم؟ قالوا: تميم، فقالت الخوارج: ونحن تميم أيضا، فلما أمسوا افترقوا، فلما كان الغد خرج عشرة من أصحاب المهلب، وخرج إليهم من الخوارج عشرة، واحتفر كل واحد منهم حفيرة، وأثبت قدميه فيها، كلما قتل رجل جاء رجل من أصحابه فاجتره وقام (5) مكانه حتى أعتموا (6)، فقال لهم الخوارج:
ارجعوا، فقالوا: بل ارجعوا أنتم، قالوا لهم: ويلكم من أنتم! قالوا: تميم، قالوا: ونحن

(1) في الكامل: (تركت أصحابنا)، وفيه: قوله: (خضفة الجمل، يريد ضرطة الجمل، يقال:
خضف البعير، وأنشدني الرياشي لأعرابي يذم رجلا اتخذ وليمة:
إنا وجدنا خلفا بئس الخلف * أغلق عنا بابه ثم حلف لا يدخل البواب إلا من عرف * عبدا إذا ما ناء بالحمل خضف (2) في الكامل: (فلامهم).
(3) في الأصول: (بفارس)، وما أثبته عن الكامل. ودارس. موضع ذكره البكري وقال:
إنه في ناحية مسرقان. ومسرقان: قرية من أعمال البصرة.
(4) هو عثمان بن قطن بن عبيد الله، أحد بنى الحارث بن كعب، وكان الحجاج بعثه إلى شبيب، فانهزم أصحابه عنه، وقاتل حتى قتل.
(5) الكامل: (ووقف).
(6) أعتموا: صاروا في العتمة، وهي ثلث الليل الأول بعد مغيب الشفق.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232