شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ٤ - الصفحة ١٨٦
ابن مخنف: خندق على نفسك. فوجه إليه: خنادقنا سيوفنا، فوجه المهلب إليه: إني لا آمن عليك البيات، فقال ابنه جعفر: ذاك أهون علينا من ضرطة جمل، فأقبل المهلب على ابنه المغيرة، فقال: لم يصيبوا الرأي، ولم يأخذوا بالوثيقة.
فلما أصبح القوم عاودوه الحرب، فبعث إلى ابن مخنف يستمده، فأمده بجماعة، جعل عليهم ابنه جعفرا، فجاءوا وعليهم أقبية بيض جدد، فأبلوا يومئذ حتى عرف مكانهم المهلب، وأبلى بنوه يومئذ كبلاء الكوفيين أو أشد.
ثم أتى رئيس من الخوارج، يقال له صالح بن مخراق، وهو ينتخب قوما من جلة العسكر حتى بلغ أربعمائة، فقال لابنه المغيرة: ما أراه يعد هؤلاء إلا للبيات (1).
وانكشفت الخوارج، والامر للمهلب عليهم، وقد كثر فيهم الجراح والقتل، وقد كان الحجاج يتفقد العصاة، ويوجه الرجال، وكان يحبسهم نهارا، ويفتح الحبس ليلا، فيتسلل الرجال إلى ناحية المهلب، وكان الحجاج لا يعلم، فإذا رأى إسراعهم تمثل:
إن لها لسائقا عشنزرا * إذا وثبن وثبة تغشمرا.
* * * ثم كتب الحجاج إلى المهلب يستحثه:
أما بعد، فإنه قد بلغني أنك قد أقبلت على جباية الخراج، وتركت قتال العدو، وإني وليتك (3) وأنا أرى مكان عبد الله بن حكيم المجاشعي، وعباد بن الحصين الحبطي، واخترتك وأنت من أهل عمان، ثم رجل من الأزد، فالقهم يوم كذا في مكان كذا، وإلا أشرعت إليك صدر الرمح

(1) الكامل: (ما يعد هؤلاء إلا للبيات).
(2) في الكامل: (إذا ونين ونية)، وفيه (العشنزر: الصلب، والتغشمر: ركوب الرأس، والمتغشمر: الجاد على ما خيلت) يريد: ما خيلت نفسه، وهم يحذفون فاعل هذا الفعل.
(3) يريد أبقيتك على ولايتك.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 اختلاف الفقهاء في حكم الأضحية 3
2 53 - ومن كلام له عليه السلام في ذكر البيعة 6
3 بيعة علي وأمر المتخلفين عنها 7
4 54 - ومن كلام له عليه السلام وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين 12
5 من أخبار يوم صفين 13
6 فتنة عبد الله بن الحضرمي بالبصرة 34
7 56 - ومن كلام له عليه السلام يخبر به عمن يأمر بسبه 54
8 مسألة كلامية في الأمر بالشئ مع العلم بأنه لا يقع 55
9 فصل فيما روى من سب معاوية وحزبه لعلي 56
10 فصل في ذكر الأحاديث الموضوعة في ذم علي 63
11 فصل في ذكر المنحرفين عن علي 74
12 فصل في معنى قول علي: " فسبوني فإنه لي زكاة " 111
13 فصل في اختلاف الرأي في معنى السب والبراءة 113
14 فصل في معنى قول على: " إني ولدت على الفطرة " 114
15 فصل فيما قيل من سبق علي إلى الإسلام 116
16 فصل فيما قيل من سبق على إلى الهجرة 125
17 57 - ومن كلام له عليه السلام كلم به الخوارج 129
18 أخبار الخوارج وذكر رجالهم وحروبهم 132
19 عروة بن حدير 132
20 نجدة بن عويمر الحنفي 132
21 المستورد بن سعد التميمي 134
22 حوثرة الأسدي 134
23 قريب بن مرة و زحاف الطائي 135
24 نافع بن الأزرق الحنفي 136
25 عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي 141
26 الزبير بن علي السليطي وظهور أمر المهلب 144
27 قطري بن الفجاءة المازني 167
28 عبد ربه الصغير 204
29 طرف من أخبار المهلب 213
30 شبيب بن زيد الشيباني 225
31 دخول شبيب الكوفة وأمره مع الحجاج 232